الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 523 ] ثم دخلت سنة خمس وسبعين وستمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في ثالث عشر المحرم منها دخل السلطان إلى دمشق وسبق العساكر إلى بلاد حلب ، فلما توافت إليه أرسل بين يديه الأمير بدر الدين الأتابكي بألف فارس إلى البلستين ، فصادف بها جماعة من عسكر الروم ، فركبوا إليه وحملوا إليه الإقامات ، وطلب جماعة منهم أن يدخلوا بلاد الإسلام ، فأذن لهم ، فدخل طائفة; منهم بيجار وابن الخطير ، فرسم لهم أن يدخلوا القاهرة ، فتلقاهم الملك السعيد ، ثم عاد السلطان من حلب إلى القاهرة فدخلها في ثاني عشر ربيع الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي خامس جمادى الأولى عمل السلطان عرس ولده الملك السعيد على بنت قلاوون ، واحتفل السلطان به احتفالا عظيما ، وركب الجيش في الميدان خمسة أيام يلعبون ويتطاردون ، ويحمل بعضهم على بعض ، ثم خلع على [ ص: 524 ] الأمراء وأرباب المناصب ، وكان مبلغ ما خلع ألفا وثلاثمائة خلعة بمصر ، وجاءت مراسيمه إلى الشام بالخلع على أهلها ، ومد السلطان سماطا عظيما حضره الخاص والعام ، والشارد والوارد ، وجلس فيه رسل التتار ورسل الفرنج ، وعليهم كلهم الخلع الهائلة ، وكان وقتا مشهودا ، وحمل صاحب حماة هدايا عظيمة ، وركب إلى مصر للتهنئة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي حادي عشر شوال طيف بالمحمل وبكسوة الكعبة المشرفة بالقاهرة ، وكان يوما مشهودا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية