الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من السنن المهجورة إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله

من السنن المهجورة إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله

من السنن المهجورة إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله

حث النبي صلَّى الله عليه وسلم المسلمين على التآخي والتوادد والتحابب بينهم، مما يجعلهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر، وأرشدهم إلى ما يقوي هذه المحبة والمودة ويديمها، ومنها أنه من أحب أخا له في الله أن يخبره بذلك، وهي من السنن التي تكاد تكون مهجورة بين المسلمين، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث المقدامِ بن معد يكرب رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أحب الرجل أخاه فليخْبره أَنه يحِبه )رواه أبو داود، وفي رواية عند الترمذي ( فليُعْلِمْه).

وجاء ما يفيد على تأكيد هذا الأمر، أي أن المرء إذا أحب أخا له في الله أن يخبره بذلك، ولو كلفه ذلك أن يأتيه إلى بيته، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مر رجل فقال رجل من القوم: يا رسول الله! إني لأحب هذا الرجل، قال: هل أعلمته ذلك، قال: لا، فقال: قم فاعلمه، قال: فقام إليه، فقال: يا هذا والله إني لأحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني له) رواه أحمد وابن حبان.

والسر في أن إعلام المسلم أخاه بأنه يحبه في الله هو أنه سبب في الألفة والمحبة، لما روى علي بن الحسين مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له، فإنه خير في الألفة و أبقى في المودة ) رواه وكيع في الزهد وحسنه الالباني.
ويستحب لمن قيل له ذلك أن يرد عليه بقوله: أحبك الذي أحببتني فيه.
ومن فوائد هذا الاعلام والاخبار، أنه أبقى للألفة وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف، وتجتمع الكلمة وينتظم الشمل بين المسلمين، وتزول المفاسد والضغائن، وهذا من محاسن الشريعة.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة