الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدكتور السالوس.. في ذمة الله

الدكتور السالوس.. في ذمة الله

الدكتور السالوس.. في ذمة الله

فقدت الأمة الإسلامية مساء الثلاثاء 25 يوليو 2023م، علما من أعلام الدعوة، وأحد علماء وخبراء الفقه والاقتصاد الإسلامي، والخبير في عدد من المجامع الفقهية، وذلك في المشفى العام في مدينة الدوحة عاصمة قطر. بعد مسيرة حافلة من الدعوة والعطاء والإنتاج الفكري، وذلك عن عمر يناهز التسعين (89) عاما.

والدكتور السالوس:
هو فضيلة الدكتور العلامة علي بن أحمد علي السالوس، ولد في مدينة كفر البطيخ بمحافظة دمياط، في جمهورية مصر العربية.
ونشأ في محل ولادته، والتحق بمدارسها حتى حصل على الشهادة الثانوية العامة، ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وحصل على ليسانس كلية دار العلوم 1376هـ -1957م.
بعد التخرج وحصوله على الليسانس عمل بالتدريس في التربية والتعليم بمصر في الفترة (1957-1975م)، تخللتها فترة إعارة أربع سنوات في دولة الكويت للتدريس في معهد المعلمين هناك، شارك خلالها في تأليف كتب في طرق التدريس لمدرسي المرحلة الثانوية، وأشرف على تأليف البعض الآخر.
حصل على دبلوم الدراسات العليا، ثم الماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم 1389هـ- 1969م. وكان عنوان رسالة "فقه الشيعة الإمامية مواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة".

وفي سنة 1975م، حصل على درجة الدكتوراة، وموضوعها "أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله".

العمل في السلك الأكاديمي
بعد حصول الشيخ على الدكتوراه اتجه للتدريس الأكاديمي ودرس في عدة جامعات على الترتيب التالي:
- العمل بالتدريس بالجامعة المستنصرية بالعراق (1975- 1976م).
- العمل بالتدريس بالمعاهد العليا بالكويت (1976-1981م).
- إلى أن استقر بكلية الشريعة في جامعة قطر منذ عام 1401 هـ. فتدرّج في عمله بالتدريس من مدرس إلى أستاذ مساعد إلى أن صار أستاذاً في الفقه والأصول، وبقي بها أستاذا فخريا في المعاملات المالية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي، هذا بالإضافة لكونه خبيراً في الفقه والاقتصاد بمجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كما ترأس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وله عشرات المؤلفات والبحوث في أبواب العلم المختلفة.

مناصب علمية وفقهية
وبحسب موقع الشيخ الإلكتروني فقد شغل الشيخ السالوس عدة مناصب فقهية وعلمية، منها: أستاذ الفقه والأصول وأستاذ فخري في المعاملات المالية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي من جامعة قطر، والنائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وخبير بمجمع الفقه منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، ثم اختير عضوا بالمجمع، خبير بمجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ثم اختير عضوا بالمجمع. كما كان الفقيد أحد الأمناء لمركز قطر الإسلامي بلندن، وهي تضم كوكبة من صفوة علماء مصر.

المؤلفات والإنتاج العلمي
كان الدكتور علي السالوس ذا همة عالية، واطلاع واسع، وصاحب إنتاج وفير وغزير، وقد زادت مؤلفات الشيخ على ستين كتابا وبحثا ومقالا، منها ما نشر في المجلات، والصحف، ومنها ما قدم لمجمع الفقه بمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة.. إلى جانب كثير من التعليقات التي كتبها في تقديمه وحكمه على الأبحاث التي عرضت عليه للصلاحية للنشر، ولنيل الجوائز العالمية في مجال الاقتصاد والمعاملات المالية المعاصرة، أو ترقية أعضاء هيئة التدريس ، أو المقدمة للمؤتمرات ومن مؤلفاته :
فقه الشيعة الإمامية ومواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة.
• حديث الثقلين وفقهه.
• حكم ودائع البنوك وشهادات الاستثمار في الفقه الإسلامي.
• حكم أعمال البنوك في الفقه الإسلامي.
• معاملات البنوك الحديثة في ضوء الإسلام.
• في البيوع والنقود والبنوك: محاضرات وندوات.
• الاقتصاد الإسلامي. باب في كتاب دراسات في الثقافة الإسلامية.
• المعاملات المالية المعاصرة في ميزان الفقه الإسلامي.
• النقود واستبدال العملات.
• الكفالة وتطبيقاتها المعاصرة.
• التطبيق المعاصر للزكاة. مع ترجمة إنجليزية.
• معاملاتنا المعاصرة. بحثٌ قدم للمؤتمر العاشر لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
• أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.
• الاقتصاد الإسلامي ودور الفقه في تأصيله. مع ترجمة إنجليزية.
• الرد على كتاب مفتي مصر حول معاملات البنوك وأحكامها الشرعية.
• البنوك والاستثمار.
• الاقتصاد الإسلامي والقضايا الفقهية المعاصرة. يقع في جزئين.
وغيرها الكثير.

وفاته رحمه الله:
عانى الشيخ في سنواته الأخيرة من الأمراض التي داهمته، فكان يقضي في المستشفى من الوقت أكثر مما يقضي في بيته، حتى وافته المنية مساء أمس الثلاثاء بعد معاناة طويلة، فقضى إلى رحمة الله تعالى إن شاء الله، عن عمر ناهز التسعين عاما في خدمة الدعوة والدين والأمة...

فرحمه الله رحمة واسعة، وتغمده الله برضوانه، وأسكنه فسيح جنانه. وعظم الله أجرنا وأجر الأمة فيه.. آمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

اقرأ في إسلام ويب

الشيخ الجليل الزنداني في ذمة الله

في استنبول بتركيا وفي يوم الإثنين ١٣ من شهر شوال ١٤٤٥ للهجرة، الموافق ٢٢ من شهر إبريل ٢٠٢£...المزيد