الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصية شهيد

وصية شهيد

 وصية شهيد

أُمَّـاه لا تحـزني إن جــاءك الخـبـرُ أو قيل طال به يا أُمَّهُ السفـرُ
لا تُهرقي دمعَكِ الغالي إذا خَطَرَتْ يا حبة القلب بعد الغيبة الفِكَرُ
قرِّي ونامي ومـلء العـين فـرحتها إني هنـاك بـدار الخـلد أنتظر
لمـا سـمـعتُ نــداءَ الحـق يـدعوني تسابق القلب والإحساس والبصر
فما وجدتُ ســوى نفـسي أقـدمـهـا لله، لم يثنها عن عزمها الخطر
كان الصباحُ جميلا حينما انطلقتْ ساقاي نحو العلا يحدوهما الظَّفَرُ
كـأن أنـســامـه مــن جـنة عـبقـت روحي وأعطارُه في الأفق تنتشر
يا كم تمنيت يا أمـاه في صـغـري نيل الشهادة لم يَنْعَمْ بها الصِّغَرُ
حتى أفـاء الذي نفسي بقبضته بها عـليَّ وَجُـودُ اللهِ يُـدَّكـرُ
أرنو إلى الموت إن الموت في شَمَمٍ بطعنة الرمح أو بالسيف يُعتبر
والموتُ فوق فراش الذل في فزع ذنب لصاحبه يا ليتَ يُغْتَفَرُ
لـمـا رأيـتُ عــدوَّ الله في وطـني قد ضاق ذرعا به المِحراث والشجر
وأنَّت الروضةُ الحسناءُ إذ عَبَثَـتْ كَفُّ اللئيم بها واستـنجـد الثـمر
ومسجدُ القدس يشكو غَدْرَ مُغتصب يدعو أيا مسلما من لي سينتصر
يشكو فـلم يستجب يـوما لصرختـه إلا القلـيـل وجُـلُّ الناس مُسـتتر
كـأنـمـا الأرضُ آذانٌ بهـا صَــمَـمٌ وَقَلْبُ سُكَّانها الجلمود والحجـر
والعالَم المُبتلى بالصـمـت مُـنشغل بالكأس باللاعب المشهور يفتخر
يهـزه حـارسُ المـرمـى وطَـلْعَـتُـه أو نجمـةٌ زيَّنت أعطـافَهـا الدُّرَرُ
وتُذْرَفُ الدمعةُ الحرى إذا مرضت أو أعلنت موتَها الأنباءُ والصورُ
يَهــتَز عَــالَمُـنـا لـو قِـطـة ذُبـحـت ولا يـحـركـه لـو يُـذبـح البـشـر
من أجل ذاك أيا محبوبتي انْطَلَقَتْ رُوحِي كقـنبلـة في البغي تنفجر
ولو مَلَكْتُ سِوى الروح التي قُبِضَت ألفا لفجرتها في وَجْهِ مَنْ غَدروا
أجــود بالـنـفـس كي تبقى كرامتُنا تاجا على الرأس يا أماه يزدهـر
فَبَارِكِي يـا حيـاة الـقـلب تضحيتي ولا تُـبـالـي فـإن الموتَ لي قَدَرُ
نامي وقري وملء العين فرحتـها إني هنـاك بـدار الـخـلـد أنتـظـر
هـذي وصيةُ مَـنْ أرضعتِـهِ شَمَما فلتقرئي مـا بهـا إن تُسـدَل السُّتُر

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة