الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت مرارا وزوجي يريد الحمل.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

الإجهاض في منتصف الحمل
الحمد لله, قد أنعم الله علي بحملين سليمين في بداية حياتي الزوجية, ثم حملت وكنت أعاني من ارتفاع في الضغط مع الحمل, وتوفي الجنين في الأسبوع الثامن عشر, وبعد إجهاضي بخمسة أشهر حملت مرة أخرى, وتناولت خلال حملي هذا جو أسبرين حتى نهاية الشهر السابع, وقد رزقت -ولله الحمد- بطفلة سليمة, وبعد ثلاث سنوات حملت وانتهى الحمل في الأسبوع السادس.

ثم حملت بعد سنتين وتابعت مع الطبيبة الحمل منذ أن كان لي أسبوعان, وقد سعدت به كثيرا والحمد لله وتناولت جو أسبرين وحبوبا لتثبيت الحمل مرتين يوميا, ولكن في الأسبوع السادس ظهرت بعض الإفرازات الملونة, وبعد التصوير وجد كيس دموي فوق الجنين, ونصحوني بالالتزام بالراحة التامة, وأعطيت إبرا لتثبيت الحمل, وزيدت جرعة حبوب التثبيت إلى ثلاث مرات يوميا, وكانت متابعتي للحمل كل أسبوعين, والحمد لله كان نمو الجنين ونبضه مطمئناً.

وفي الأسبوع الثامن عشر بدأ ضغط الدم يرتفع, تناولت حبوب الدوميت للسيطرة على الضغط, وبالفعل كانت قياسات الضغط طبيعية, وفي الأسبوع الرابع والعشرين وبعد التصوير علمنا أن الجنين قد توفي, وبعد الإجهاض وجد العديد من الجلطات في المشيمة.

إني أحمد الله على نعمه كثيراً, ولكن زوجي مصر على المحاولة مرة أخرى, وهذا ما أنا متخوفة منه جداً, فإن الإجهاض وما يتبعه من سوء الحالة النفسية يقلقني كثيراً.

أعتذر عن الإطالة, ولكن في حالة الرغبة بالحمل مرة أخرى ما هي التحاليل والإجراءات اللازمة لتفادي الإجهاض؟

علماً أن عمري أصبح 38.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن القصة المرضية عندك توحي بوجود أجسام مناعية غير طبيعية, تزيد من قابلية التخثر, فتؤدي إلى تشكل الخثرات في الأوعية المشيمية, وأحيانا إلى انسدادها؛ مما يسبب الإجهاض المتكرر, وبعض المشاكل الصحية الأخرى, منها ارتفاع الضغط أو تسمم الحمل.

وبالنسبة لك حتى لو كانت التحاليل طبيعية, فيجب افتراض أن الحالة موجودة, وأن يتم إعطاء العلاج بناء على القصة المرضية.

التحاليل هي:
A NA-AC A-LA-DRVV SCREEN RATIO AND CORRECTION OF RATIO- PT-PTT- PROTIEN C-S

وهنالك تحاليل أخرى هامة, منها تحليل لهرمونات الغدة الدرقية, وتحليل لهرمون الحليب, ومسحة من داخل عنق الرحم للزراعة.

في حال حدث حمل جديد إن شاء الله يجب اتباع إحدى الطريقتين في العلاج:
الطريقة الأولى: هي تناول حبوب أسبرين الأطفال حبة يوميا فور تشخيص الحمل, بالإضافة إلى تناول أبر الهيبارين يومياً.

والطريقة الثانية: هي تناول حبوب أسبرين الأطفال حبة يوميا فور تشخيص الحمل, مع تناول حبوب تسمى (البريدنيزون) عيار من 40 إلى 60 ملغ يوميا.

وأنصح قبل حدوث الحمل بتناول مضاد حيوي يسمى (الاريثروميسين) مدة أسبوع, كنوع من الوقاية, ولعلاج أي التهاب كامن في عنق الرحم لا يظهر في التحليل أحيانا قد يؤدي إلى الإجهاض.

كما أنصح بعمل ربط لعنق الرحم عند الأسبوع 14 من الحمل, رغم أن عنق الرحم عندك قد لا يكون فيه قصور, لأن بعض الحالات من القصور الوظيفي يكون فيها عنق الرحم طبيعيا تماما من ناحية الشكل, لكن يكون ضعيفا من الناحية الوظيفية, وهذا بالطبع كنوع من الاحتياط الإضافي في مثل حالتك.

وخلال الحمل يجب تناول المثبتات كالمعتاد, ويجب تفادي حدوث الجماع أو أن يحدث مع استخدام العازل الذكري.

كل ما سبق هو عبارة عن أخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى التوكل على الله عز وجل هو المهم, فهو خير الحافظين وأكرم الرازقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً