الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد خطبة فتاة لكنها مترددة..هل أستمر في المحاولة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرًا عن مجهوداتكم العظيمة بالردود على أسئلة المشاركين، وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

أريد أن أستشيركم في أمر خطبتي بفتاة ما، ويحدث معي من الأمور فيه ما يثقل كاهلي.

أولاً: أنا شاب في متوسط العمر، وأعمل براتب معقول ولله الحمد، ولم أكن أفكر في الزواج لعدم استعدادي ماديًا؛ ولأني لم أجد الفتاة في وقتها، قدر الله منذ قرابة العام أن أقابل فتاة تقرب لأحد معارفي، ووجدت في نفسي لها انجذابًا، وبعد مدة من الوقت وجدت أني لا زلت أفكر فيها فاستخرت الله تعالى مرارًا في المسجد الحرام بشأن الزواج بهذه الفتاة، ونويت التقدم لخطبتها.

تحدثت في أمرها مع والديّ، ولم يعارضا الموضوع، وبدأت أمهد الموضوع لهذا المعرفة، وأخبرته بإعجابي وبنيتي للزواج بالفتاة، شاء المولى تعالى أن يتأخر ردهم علي لظروف عدة أصابتهم، وتحدثت بعد فترة مع والد الفتاة، ولم يرد علي بالرفض، ولكن لم يعطني موافقة صريحة، أيضًا لم يتحدث معي بشأن الخطبة حيث إني كنت على وشك السفر للعمل بالخارج، وتم السفر -بحمد الله- وكنت أتحدث مع الفتاة على الانترنت كتابةً، ولم أكن مرتاحاً لهذا الأمر، وكنت أدعو الله أن يعينني على معاملة هذه الفتاة بالشكل الذي يرضيه عنا.

لاحظت بعد فترة أن الحديث معها بدأ يقل حتى انقطع في فترة ما تمامًا، في هذا الوقت نويت أن أنصرف عن هذه الخطبة، وكنت أستخير الله في كل مرة، ولكن يحدث من الأمور عقب الاستخارة ما يدفعني للاستمرار في هذه الزيجة، بعد فترة أنعم الله علي بإجازة قصيرة مفاجئة، وكان ذلك عقب وفاة أحد أقارب الفتاة، ما منعني أن أتم خطبتي بها في هذا الوقت، وقررنا في نهاية هذه الإجازة أن نذهب لزيارة أهل الفتاة للعزاء وللتلميح بالرغبة بخطبة الفتاة في أقرب فرصة، وعدم التمكن من الخطبة في الوقت الحالي لظروف الوفاة.

تحدثت مع والدها على انفراد بهذا الشأن، فأجاب أنه لا مانع عنده من الخطبة، ولكن الظروف الحالية لا تسمح، بعدها تم سفري، وعاودت الحديث مع الفتاة لفترة من الوقت، ولكن بعد هذا الانقطاع أحسست بعدم ارتياحها في الحديث معي، وحاولت أن أفهم منها السبب، ولكنها كانت تجيب معللة أنها تشعر أن أوان الخطبة لم يحن بعد، وأنها تحتاج إلى استخارة الله.

أنا الآن في حيرة من أمري، واستخرت الله تعالى أن أستمر في خطبتي لها، وفي الزواج بها، وتصدقت عسى الله أن يؤلف بين قلبينا، وصليت صلاة الحاجة طالبًا من المولى أن ييسر لي زواجي بها، وأن يذهب عنها هذا النفور، مع علمي أن الأفضل أن أدعو الله أن يختار لي الخير، ولكن دعوت هذا الدعاء لما أمر به من هم وألم بسبب هذا الوضع المحزن، أريد أن أستشريكم بشأن هذه الزيجة، هل أستمر بها أم لا؟

جزاكم الله خيرًا، وأسألكم الدعاء لي أن ييسر لي الله هذه الزيجة، إن كان لي فيها الخير، وأن يهديني إلى سبل الرشاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أيها الابن الكريم، ونشكر لك الحرص على الخير والتواصل مع الموقع، ونشكر لك الخطوات الواضحة التي قمت بها، ونسأل الله أن يهدي الفتاة وأهلها إلى الحق والصواب، ونحب أن نؤكد لك أن الوضوح مطلوب، وأن الحياة الزوجية الناجحة ينبغي أن تقوم على رضا تام وقبول تام وانشراح مشترك؛ لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وعلى الفتاة وأسرتها أن يكونوا في منتهى الوضوح في هذه المسألة؛ لأن المجاملات لا تصلح؛ ولأن الزواج رحلة حياة والمشوار طويل، فلابد أن يكون هناك وفاق تام ورغبة تامة، والإسلام لا يهتم برأيٍ كاهتمامه برأي الشاب والفتاة، فهم أصحاب المصلحة، دور الأهل من الطرفين هو دور إرشادي تشجيعي، ولكن الدور الأصلي والرأي الأصلي هو للشاب وللفتاة؛ لأنها هي التي تعيش معه، هي التي اختارها أُمًّا لعياله وحاكمة على داره، ولذلك ينبغي أن تأخذ الفرصة كاملة.

وأرجو أن تطلب منها أن تكون واضحة في منتهى الوضوح، وإذا كانت لا تريد أن تتكلم معك فأرسل إليهم عمتك، أو خالتك من أجل أن تتفاهم مع الفتاة بمنتهى الوضوح، فإما أن تكون راغبة فعليها أن تسير في هذا الاتجاه، وإما إذا كان عندها إشكال، فالنساء غيرها كثير، ولن يندم الإنسان على ذلك، وليس عيبًا في الشاب أن ترفضه فتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها شاب، بل نحن نقول: هذا أمر فيه بُعد رباني؛ لأن الله هو الذي يؤلف بين القلوب سبحانه وتعالى، وهو الذي يقدر أن يكون فلانًا لفلانة، وفلانة لفلان، فسبحان من لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون.

ننصحك وبسرعة بأن تكون في منتهى الوضوح، وتطلب منهم إجابة واضحة لتتقدم بعدها أو تتأخر، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبد الله

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً