السؤال
السلام عليكم
أنا شاب قبيلي، لكن أبي أسمر البشرة، وأمي بيضاء، وأنا بعمر 24 سنة، تخرجت في الجامعة بعمر 23, وأثناء دراستي تعرفت على فتاة وأحببتها، وأحبتني، وتعلقنا ببعض فوق الخيال.
والله نيتي كانت كل خير، وأن تكون حلالي على سنة الله ورسوله، جلست معي سنتين ونصف أو أكثر، والمشكلة في تقدمي لها أو تأخري طول هذه المدة، كيف أتقدم لها وأنا طالب غير موظف؟ فوعدتها أول ما أتخرج وأتوظف إن شاء الله أخطبها، وفعلاً لما تخرجت من الجامعة جلست فترة أبحث عن عمل -نحو 7 شهور-، وأول ما وجدت وظيفة -علماً أن الوظيفة ليست بتخصصي، وشهاداتي أكبر من الوظيفة- براتب جيد، قبلت الوظيفة لأجل أن أتقدم لها، ولا يخطبها آخر.
أولاً وأخيراً -الحمد لله- أني حصلت وظيفة أفضل من غيري ممن لم يحصلوا على عمل، وبعدها بشهر فاتحت الوالدة بالموضوع لأجل أن تخطبها لي، وتقبلت الأمر ووافقت ومن أول راتب اشتريت الشبكة وطقم الرؤية.
بعدها بأيام الوالدة اتصلت بوالدة الفتاة وخطبتها لي ثم والدتي أرسلت صوري لهم، وأمها وأبوها أعجبوا بي كشكل، وسألوا البنت هل أنت موافقة؟ فقالت: نعم، وأبوها قال: الأمر أمرك إذا ترفضين أو تقبلين، فردت مرة ثانية نعم موافقة، وبعدها والدها سأل عني في الدوام، وأول شيء قاله الناس عني: ما عمره ترك صلاة الجماعة، وأخلاقه عالية جداً، ويقدر الكبير والصغير، وأعجب بي وتم القبول المبدئي، وبعد يوم والدة الفتاة كلمت والدتي على أساس أن نحدد يوماً ونزورهم في البيت، ونرى البنت.
في نفس اليوم جاء خبر لوالد الفتاة أن أبي من ذوي البشرة السمراء فرفضني وألغوا الزيارة!
الآن نسي أني أصلي وأقوم بفرائض ربي لأجل لون بشرة والدي، ما هو ذنبي؟ هذا قدري والحمد لله على ما خلقني الله عليه، لكن ما في أحد يقدر يغير قدره، أو يختار منه أباه أو أمه أو جماعته.
أنا جدا تعبت نفسياً، ليلا ونهارا ضحى ووترا أصلي وأدعو الله، ولا أعرف ماذا أعمل؟! سأصبر حتى يجيء الفرج من الله.
صرت مخنوقاً ومتضايقاً نفسياً، طول وقتي أفكر في الموضوع، لماذا أنا غير عن الناس؟ ما الذي ينقصني حتى أرفض؟ ما هو ذنبي؟
كل يوم أقول سأنسى وهذا نصيبي، وأرجع أتذكر الموقف وأتضايق وأبكي مثل الأطفال، وفي قلبي أحس أني مظلوم ومقهور، وكل شيء ضدي، وأنا ليس لي ذنب، وليس بي عيب خلقي أو لون أسمر غامق، فلوني ما بين البياض والسمار، يعني مقبول جداً.
في نفس اليوم الذي جاءنا فيه الرفض اتصلت على أبيها وهو لا يرد علي، فكلمته برسالة خطية (واتس اب) أيضا لا يرد علي!
علماً أنه قرأ كلامي، الآن الموضوع له أكثر من 3 شهور، ولا أقدر أن أنساها، وأريدها تكون زوجة لي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أود أن أكلم أباها مرة ثانية لأتقدم لخطبتها مرة ثانية، وأحس أنه لا يرد علي ويتجاهلني، أو يسمعني كلمة تسم بدني.
ما زالت العنصرية والعادات في بلادنا يضعونها فوق الدين، فما رأيكم؟ أشيروا علي ماذا أعمل؟
رجعت وكلمتها وأبوها شعر أنها كانت تعرفني فضربها، وقال لها: لو أتأكد من الذي أشك فيه سيكون موتك بيدي، وأنا أود أن أرجع وأكلم أباها، وأطلبها ثانية وبنفس الوقت لا أحب أن أباها يشك ويضربها، وأتحمل ذنب ضربها.
احترت، فماذا أعمل لأجل أن تكون حلالي؟
وشكراً.