الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اما هي لوسائل المشجعة للإقبال على القراءة؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المميز.


سؤالي هو: كيف يمكن أن نزيد من إقبال الناس على القراءة، حيث أن القراءة من أنجح وسائل الدعوة، وبث المعلومات، سواء بين الطلبة، أو الناس بشكل عام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فحق لنا أن نفخر بهذه الرغبة في الخير، وأرجو أن نسعد بشباب يعيد أمجادنا العلمية، فنحن أمة كان أول ما تنزل عليها من كلام ربها ((قْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))[العلق:1]، ومن أراد الدنيا، فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم، وأحسن من قال:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
فقم تعلم ولا ترضى به بدلاً *** الناس موتى وأهل العلم أحياء

ولن يتعلم الإنسان إلا بالقراءة والكتابة والمدارسة، فإن العلم بالتعلم، ولا يزال المرء عالماً ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل. والإسلام يهتم بالعلم ويرفع أهله، قال تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))[المجادلة:11]، وقال تعالى: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا))[طه:114]، والعلم هو أول مطلوب ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))[محمد:19]، فالعلم قبل القول والعمل.

وقد أعجبني تفكيرك واهتمامك بتشجيع الناس على القراءة، وهل تصنع الأمجاد إلا بالعلم والأخلاق بعد طاعة ذي الجلال سبحانه!؟ والأمة التي تقرأ تضيف إلى عقولها خبرات وتجارب الأمم، والشاب الذي يقرأ يضيف عقول الكبار إلى عقله، ويبدأ من حيث انتهى غيره.

وإليك بعض الوسائل التي تشجع على القراءة:

1- اهتمام المجتمع بالعلم وتكريم المثقفين من أبنائه.

2- بيان أهمية القراءة وفوائدها.

3- إيجاد مكتبات في المنازل والمساجد والمدارس.

4- تعريف المسلم بأنه يواجه عدواً يتسلح بالعلم، وقد خسرنا معاركنا مع أن خطط العدو كانت منشورة في كتب، فلما سئل أحد الأعداء كيف تدخل المعركة بخطة مشهورة ومنشورة فقال: ( العرب أمة لا تقرأ ) ولم يصل اليهود إلى الرتب العليا إلا بعد دراستهم لحضارتهم ومعرفتهم بوسائل نهضتها وعوامل السقوط.

5- الحرص على تنمية حب القراءة عند قطاعات المجتمع وخاصة المرأة؛ لأن الطفل الذي يفتح عينه ويجد الكتاب في يد أمه من الطبيعي أن ينشأ على حب القراءة.

ومن الضروري أن تكون القراءة موجهة ومنظمة حتى تؤتي ثمارها ( بإذن الله )، ولابد فيها من التدرج من الأسهل إلى الأصعب، مع الحرص على استشارة أهل كل فن واختصاص في مجاله والاستماع لإرشاداته.

والمسلم يبدأ بدراسة وتعلم ما تصح به عقيدته وعبادته، ثم ينطلق بعد ذلك في ميادين المعرفة، فإن الثقافة هي الأخذ من كل شيء بطرف، وأحسن من قال :-

أما ترى أن النحل لما جنى من كل فاكهة *** حوى لنا جوهرين الشمع والعسلا
فالشمع نور يستضاء به *** والشهد يبري لنا الأسقام والعللا

ثم بعد ذلك مرحلة التخصص الدقيق، فنحن في عصر التخصصات، ولن يستفيد عالم بعلم لا أخلاق معه، ولن تنتفع الأمة إلا بالعلماء الأتقياء.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً