الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صاحب محل أقمشة وأشعر أن البركة منزوعة من عملي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا معجب جدا بهذا الموقع الرائع، ربنا يبارك فيمن أنشأه، ومن يعمل به، ويجعله في ميزان حسناتكم إلى يوم الدين.

أنا صاحب محل أقمشة نسائية، دخله جيد، وأعمل فيه منذ سنتين، كلما توفر معي مبلغ من المال يحدث شيء يجبرني على صرف المبلغ، إما مساعدة أو دين أو سلف أو مرض، ولا أستطيع دفع إيجار بيتي، وكلما جلبت شيئا للبيت انتهى سريعا، والطلبات كثيرة، فكلما وفرت شيئا في الحصالة صرفتها بسبب أمر ما، ومشاكلي كثيرة مع الأهل والعمال، أشعر أن البركة منزوعة من عملي.


والله العظيم تعبت، وأحس بالخوف من كل شيء، ساعدوني، وجزاكم الله الجنة ووالديكم. 

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، وهذا الموقع في خدمتكم دائما، وكان الله في عونك.

وأما الجواب على ما ذكرت: فإن التجارة المباحة من الأمور التي تحصل فيها البركة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور» رواه أحمد وصححه الألباني.

- ومما يمكن أن نذكره من أسباب نزع البركة:

1- ترك تقوى الله والإكثار من المعاصي، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].

2- الغش والخداع في البيع والشراء، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا».

3- إهمال إخراج الزكاة الواجبة.
4- التبذير والإسراف في النفقات.
5- ترك شكر الله تعالى على ما أنعم وتفضل على عبده.
6- الأمن من عين الحاسدين، فيترك التحصن بقراءة الأذكار والمعوذات.

فعليك أن تنظر في كل ما ذكرت لك من الأسباب، وما الذي يوجد لديك منها وتقوم بمعالجتها، وعلى العموم عليك أن تتق الله في تجارتك فلا تبع إلا المباح، وأن تحافظ على طاعة الله، وأن تحصن نفسك بالأذكار وقراءة سورة البقرة والمعوذات، وأن تخرج زكاة مالك، وأن لا تبذر في المال، إنما تنفقه بما يرضي الله تعالى، و-بإذن الله تعالى- يتغير الحال.

ولا تنس أخي أن هذا الحال قد يكون حال الكثير، سواء من عنده تجارة خاصة مثلك، أو عنده راتب، حيث أصبح هناك الكثير من النفقات التي ينفقها الشخص ويحتاجها، فهناك الأمراض، وهناك المسؤوليات الكثيرة، وهناك الالتزامات الخارجية، وكما ذكرت قد تجد نفسك محتاجاً لأني تعطي غيرك ديناً أو مساعدة، وهذا كله خير إن شاء الله أنت لا تعرف ما وراءه، فظن بربك خيراً، واسأل الله أن يبارك في مالك، ورشِّد من بعض النفقات، وضع أولويات لإنفاق المال، فسداد الإيجار هذا من الأولويات، وتراكم الإيجارات قد يدخلك في إشكالات؛ لذلك أنت محتاج للترتبيب، للإضافة لما ذكرناه لك أعلى من شكر الله سبحانه وتعالى، فهو القائل: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً