الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أردع زوجتي عن نشوزها؟

السؤال

السلام عليكم

شيخي الفاضل: أعاني من نشوز زوجتي، متزوج منذ ثلاث سنوات، ولي ابن منها، للأسف تركت الحبل على الغارب لقلة تجربتي، والآن تغضب لأتفه الأسباب ولا تحترمني ولا تقدرني، كلما غضبت تذهب عند أهلها، ولا تطبخ، ولا تعاشرني، ولا تعمل أي حق عليها، تجاهلتها ولا فائدة؛ لأن أهلها يخببونها.

الآن هي تذهب عند أهلها وتعود الليل لتنام، ولا تزال على هذه الحال، ما الحل لردعها، بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حال زوجتك، والجواب على ما ذكرت:

من المعلوم شرعًا أن حق الزوج على الزوجة من أعظم الحقوق، -لقول الله تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) قال الجصاص: أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقاً، وأن الزوج مختص بحق له عليها ليس لها عليه، ومن تلك الحقوق:

أ- وجوب الطاعة: فللزوج حق الأمر والتوجيه والرعاية، بما خصه الله به الرجل من خصائص جسمية وعقلية، وبما أوجب عليه من واجبات مالية، -قال تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ ).

ب- تمكين الزوج من الاستمتاع: مِن حق الزوج على زوجته تمكينه من الاستمتاع، فإذا تزوج امرأة وكانت أهلاً للجماع وجب تسليم نفسها إليه بالعقد إذا طلب، وإذا امتنعت الزوجة من إجابة زوجها في الجماع وقعت في المحذور وارتكبت كبيرة، إلا أن تكون معذورة بعذر شرعي كالحيض، وصوم الفرض، والمرض، وما شابه ذلك.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه قال-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" رواه البخاري ومسلم.

وفي حال زوجتك ينبغي أن تذكرها برفق ولين بما ذكرت لك آنفاً من حقوق، وأن ما تفعله يعد معصية لله ونشوزًا في طاعة الزوج، كما ينبغي عليك أن تصبر عليها وتدعو لها في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالها.

ذكرت في كلامك "تغضب لأتفه الأسباب"، فقد تكون في فترة حمل، فمزاج المرأة يتغير أثناء الحمل، أو قد تكون تعاني من مرض نفسي من مرض العين أو مس شيطاني، وتحتاج إلى قراءة الرقية الشرعية عليها.

أتمنى أن يكون لك تواصل مع أهلها، وتطلب منهم أن يوجهوا الزوجة لما فيه مصلحتها، وإذا لم تجد الاستجابة المطلوبة؛ فيمكن إدخال وسيط معتبر عند أهلها، من العقلاء وأهل الوجاهات؛ حتى يتكلموا مع أهلها في أهمية لم شمل الأسرة، وإصلاح ما بين الزوجين.

وأخيرًا حاول أن تفكر في أن تتزوج ثانية حتى ترعى شؤونك كما ينبغي، فلعل الزوجة إذا سمعت ذلك أن تراجع نفسها، وتصحح من حالها، وهذا الحل إذا غلب على ظنك أنه سيصلح من شأن زوجتك، أما إن كان العكس وهو أنها ربما يجعلها لا تستجيب لك ويزداد عنادها فلا تلجأ إليه وأنت تحاول إصلاحها حالياً.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً