الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يريدني أن أقلل من زياراتي لأهلي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ شهور قليلة؛ وأسكن في مدينة تبعد عن أهلي ١٠٠٠ كيلو، أقوم بزيارة أهلي مرة واحدة شهريًا.

السؤال: زوجي دائمًا يقول لي الواجب عليّ شرعًا هو أن أزور أهلي مرتين في السنة فقط، وليس من واجباتي أن أذهب بك لزيارة أهلك، فهل كلامه صحيح؟ وهل يحق لي أن أفعل معه كما يفعل معي؟ فلا أزور أهله إلا مرة واحدة شهريًا.

علمًا أن منزل أهله قريب من منزلي، وأنا أحبهم جدًا، وأقوم بكل ما أستطيع من أجلهم، ودائمًا يشكرني على حسن تعاملي مع أهله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يرفع قدرك عند زوجك وعند أهله وأهلك وقبل ذلك عند ربك، وأن يلهمك السداد والرشاد.

استمري على إكرام أهله، واقتربي منهم، حتى لو لم يوافق على تكرار الزيارات لأهلك، واحتسبي في كل ذلك الأجر والثواب، واعلمي أن كسبك لأهله من أهم ما يدفعه لإكرامك وإكرام أهلك، ومن أهم ما يهيئ لك ولأطفالك مستقبلًا فرص النجاح في الحياة، واعلمي أن فاعل المعروف لا يقع وإن وقع وجد مُتكئًا، فعناية الله تُدركه، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.

وتذكري أن القُرب من المكان ليس مثل البُعد، وابتعدي عن المقارنات، فلا تقولي أهلي وأهلك، فالجميع أهلك، وطالبي بحقوقك وحقوق أهلك دون أن تذكري موضوع أهله، وتذكري أن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، فالعلاقة الزوجية سباق في إرضاء رب البريّة.

ليس هناك نص شرعي يُحدد عدد الزيارات لأهل الزوجة، ولكن هذه الأمور مما يمكن أن يحصل فيها اتفاق بين الزوجين، والأفضل أن تكون الأمور متروكة للظروف، وفيها شيء من المرونة، وإذا منعك من كثرة الزيارات فلا تُشعري أهلك بذلك، واعتذري لهم ببعد الدّيار، واعلمي أن أهل المرأة يسعدون لسعادة ابنتهم مع زوجها وأهله، وهمُّهم الأكبر هو أن تفوزي بالاستقرار، ونحن في زمان يسهل فيه التواصل في حالات بُعد الديار بوسائل التواصل الاجتماعي.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تشجعي زوجك على التواصل مع موقعك، والاستفسار عن هذه المسألة وغيرها، حتى يجد التوجيهات المناسبة والمفيدة، والتي سوف يسمعها من إخوانه من الرجال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً