الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أشتري هاتفاً من النوع مرتفع الثمن، فهل أنا مبذرة؟

السؤال

أنا فتاة بعمر 20 عاماً، كنت أدخر المال حتى وصل إلى 37 ألفاً، ومنذ زمن وأنا أريد أن أشتري هاتفاً من ماركة معينة، لجماله ولكفاءته، وأيضا لتلبيته احتياجاتي، مثل الكاميرا الجيدة، وهذا الهاتف سأشتريه ب 24 ألفاً، وهذا رقم كبير بالنسبة لي ولأمي، لكن لا مانع عندي في دفع هذا الرقم.

أنا أخاف أن أكون مبذرة، أو أدخل في الإسراف والتبذير إن اشتريته، وأمي تقترح أن أشتري هاتفاً ب 14 ألفاً، أقل في الإمكانيات، ولكنه من نفس الماركة وجيد نوعاً ما، لكن ليس الذي أريده!

أنا أخاف أن أكون مبذرة أو أدخل في الإسراف والتبذير إن اشتريت الهاتف الذي أريده بهذا الرقم، علماً بأني سأشتريه مستعملاً، وليس جديداً؛ لأن الجديد أغلى، فما الحكم؟ وهل يجوز شراؤه؟ لأن نفسي فيه منذ زمن.

علماً بأني أيضاً لا أشتري أي شيء فقط؛ لأني أريده اتباعاً لعبارة: (أوكلما اشتهيت اشتريت؟).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وأرجو أن نشيد أولاً: بمشاورتك للوالدة والحرص على برها.

ثانياً: ثقافة التوفير وادخار المال.

ثالثاً: التوقف والخوف من أن تكوني من المبذرين، هذه نقاط في غاية الأهمية، وهي تبشر وتبين لنا أننا أمام فتاة ناضجة وعاقلة.

عليه؛ نحن نقول: إذا كان الهاتف الذي بستة عشر ألفاً سيقوم بالدور، ويؤدي المهمة، فالأفضل ألا يسرف الإنسان، وأن لا يشتري شيئاً مرتفع السعر.

الإنسان احتياجاته متعددة في ذلك فيما يبدو، وفيما يظهر أيضاً إرضاءً للوالدة، وأرجو أن توجد البركة والخير في هذا الهاتف، ونحب أن نؤكد أن الفتاة ينبغي أيضاً أن تحرص على أن تستخدم الهاتف في ما يرضي الله تبارك وتعالى، وتتجنب كثرة التصوير، خاصة لجسدها، والأشياء الخاصة بها، لأن هذه التقنية غير مأمونة، وقد يخرج ما صوره الإنسان للآخرين.

نسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً.

سعدنا أيضاً لأنك تحاولين أن تتحكمي في نفسك، فالأمر كما قال عمر رضي الله عنه: (أوكلما اشتهيتم اشتريتم؟ وهذا قاله لجابر بن عبد الله لما وجده قد اشترى لحماً، قال: اشتهيت لحماً فاشتريته، فقال هذه العبارة: أفكلما اشتهيتم اشتريتم؟)، وهي عبارة جميلة جداً، ينبغي أن تكون عنواناً لنا في حياتنا.

الإنسان ينبغي أن يتحكم في ما يريد، ويتجنب الإسراف، ويدخر أمواله ليقدمها في طاعة الله أو ليستفيد منها في أمور غاية في الأهمية، فترتيب الأولويات والأولويات أيضاً في حياة الإنسان من الأمور المهمة، ونشكر لك مرة أخرى التفكير بهذه الطريقة، ونحيي هذا السؤال الرائع، ونميل إلى شراء هاتف بثمن أقل يؤدي المهمة، وأيضاً فيه إرضاء للوالدة.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يزيدك حرصاً وخيراً، وأن يبارك لك في ما رزقك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً