الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالألم والحسرة لعدم قدرتي على الاستمرار في التوبة

السؤال

أنا فتاة في 22 من عمري، سجلت في قسم الدراسات الإسلامية، وبدأت بحفظ القرآن منذ سنتين، ولم أكمل الحفظ، والسبب هو أني ابتليت بالعادة السرية منذ 2018، وفي كل مرة أتوب وأقول آخر مرة ولكني أعود، أحسُّ أن الله لا يقبلني في صفوف عباده الصالحين، وأحس أني إنسانة منحوسة، ولا أستطيع المداومة على أي طاعة إلا الصلاة المكتوبة، يعني الصلوات الخمس.

كرهت نفسي بسبب العادة السرية، وصرت أخاف ألا أتزوج، أو أن أحرم من العلاقة الزوجية بسبب إدماني الكثير عليها.

أريد أن أكون فتاة ملتزمة، أريد أن أكون إنسانة واثقة من نفسها، ناجحة في دراستها، الناس تحبني وتمدحني، ولكني من داخلي أتألم وأقول إني منافقة أو مرائية في أعمالي، أحس أني ناقصة، أريد توبة، ولكن لا أدري من أين أبدأ؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وهبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: يجب أن تعلمي أنك لست وحدك في هذه المشاعر، وأن الكثير من الناس يواجهون تحديات مماثلة في حياتهم، الإدمان بأي شكل، بما في ذلك الإدمان على العادة السرية يمكن أن يكون صعباً، ويتطلب جهداً ووقتاً للتغلب عليه.

ثانياً: الشعور بالنقص والخوف من الرفض والتوبة هي مشاعر طبيعية، عندما يحاول الإنسان التغلب على عادة يراها ضارة أو خاطئة، ومن الأهمية بمكان أن تعرفي أن الله غفور رحيم، وأنه يقبل التوبة من عباده ما داموا يعودون إليه بصدق، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: عن النبي ﷺ فيما يحكي عن ربه -تبارك وتعالى، قال: أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء". متفق عليه.

إليك بعض الخطوات التي يمكنك البدء بها لتساعدك على التغلب على هذه العادة، والعودة إلى طريق الثبات والالتزام:

1. ابدئي بالتوبة النصوحة والاستغفار، وكوني على يقين بأن الله سيقبلها إذا كانت من القلب.

2. اجعلي من الدعاء سلاحك، واطلبي من الله العون والهداية والثبات ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠].

3. حاولي التعرف على الأسباب التي تجعلك تلجئين إلى هذه العادة وعالجي هذه الأسباب بشكل مباشر، مثل الفراغ، إطلاق البصر، مشاهدة البرامج والمشاهد التي تثير الغريزة، التعلق بالتلفون وبرامجه.

4. املئي وقت فراغك بأنشطة مفيدة مثل الرياضة، تعلم هواية جديدة، التطوع، أو العمل الخيري.

5. حاولي أن تحيطي نفسك بأصدقاء وأفراد من العائلة الداعمين الذين يشجعونك على الالتزام بقيمك.

6. اقرئي عن الإدمان وطرق التعافي منه، واعلمي أن هذا النوع من الإدمان يمكن التغلب عليه.

7. ضعي لنفسك نظام مراقبة ومكافآت للتقدم الذي تحرزينه.

8. التغيير يحتاج إلى وقت وصبر، لا تيأسي إذا واجهتِ انتكاسات.

تذكري أن الكمال لله، وأن السعي نحو التحسين المستمر هو المهم، والأهم من ذلك كله، اعلمي أن الله يعلم بجهودك ويقدر صدق نيتك.

وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2119932 - 2144204 - 2200689 - 2243207 - 2258436).

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً