الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من نوبات الهلع والخوف من الموت، فكيف أتجاوزها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 21 سنة، وأعاني من نوبات الهلع مع وساوس الموت، فقدت المتعة في الحياة، ودخلت في حالة تسمى اكتئاب القلق -كما أخبرني الطبيب-، ووصف دواء celentra مليجرام.

وحاليًا أعاني من آلام القلب، تنميل اليد اليسرى، وأعراض السكتة القلبية، مع العلم أنني قمت بتخطيط القلب والنتائج جيدة، هذا الأمر أصبح مزعجًا، فكلما زادت آلام القلب زادت الوساوس.

أفيدوني، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو اضطراب مزدوج من حالة الهلع، وهو قلق نفسي حاد وخوف شديد متصاعد من الموت، أو الإصابة بأزمة قلبية، أو فقدان التحكم في النفس، ويعزز هذه المخاوف الشعور بالأعراض الجسمانية، مثل: الرجفة، تسارع دقات القلب، الصداع، وبرودة الأطراف، بالإضافة إلى اختلال الإحساس بالذات والعالم المحيط، وتستمر النوبة حوالي 20 - 30 دقيقة ثم تبدأ في الانحسار، ويبقى المريض في حالة ترقب وقلق من حدوث نوبة جديدة.

أما انشغال البال بالأفكار المشار إليها في سؤالك، فهي ما يعرف بالوسواس القهري، ويأتي على شكل أفكار لا إرادية متكررة تشغل الذهن لفترات طويلة، وغالبًا ما تكون غير متوافقة مع معتقدات الشخص ورغباته، مثل ما أوضحت في سؤالك، وقد تؤثر على الأداء الوظيفي والاجتماعي، وتؤدي إلى التأخر الدراسي، والميل إلى العزلة، وصعوبة التركيز، وفقدان الثقة بالنفس، والشعور بالاكتئاب.

حالات القلق النفسي والوسواس القهري منتشرة بين الشباب، وقد تصبح مزمنة إذا لم يتم علاجها مبكرًا مع طبيب، أو معالج نفسي مختص في علاج الاضطرابات النفسية، ومعظم الحالات يتم علاجها -بفضل الله-.

العلاج يشمل الجلسات النفسية للدعم والتعليم، حول أسباب وأعراض المرض، وطرق مقاومة الأفكار السلبية، وبناء الثقة بالنفس، والتخلص من الإجهاد النفسي من خلال ممارسة الأساليب الصحية، مثل: ممارسة الأنشطة الرياضية، والهوايات المفيدة، وتمارين الاسترخاء، وكذالك الحفاظ على ممارسة الشعائر الدينية للشعور بالهدوء والسكينة.

وننصح باستعمال العلاج الدوائي تحت إشراف طبي، من خلال تناول مضادات الاكتئاب، مثل: دواء سيبرالكس 10 - 20 مليجرام، أو فلوكسيتين 20 - 40 مليجرام، أو فافرين 100 - 200 مليجرام، أو باروكستين 20 - 40 مليجرام.

نسأل الله بك الشفاء العاجل، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً