السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة في الثامنة عشرة من العمر، التزمت هذه السنة بالحجاب الشرعي، وأردت حفظ القرآن، ولكن حدثت مشكلة، وهي: كنت دائماً أريد أن أصبح طبيبة، وأنفق والداي الكثير في سبيل تعليمي، والآن أنا في آخر سنة من المرحلة الثانوية.
كنت دائماً متفوقة في دراستي، وأحصل على علامات ممتازة، ولم أتكبر بها يوماً على أحد، بل كنت أشكر الله عليها، وأفرح لاستجابة دعائي، وكنت أساعد بعض زميلاتي ممن يستصعبن بعض الأسئلة.
أما هذه السنة فإني لم أبذل جهداً في الدراسة قط، أردت التقرب لله تعالى أكثر، وشاهدت الكثير من دروس العلم، وقرأت عن الرياء والنوايا من الأعمال، فبدأت أقول لنفسي: لماذا تريدين أن تكوني طبيبة؟ فقلت: لأنها أولاً مهنة شريفة أستطيع التكسب منها بالحلال، وقلت أيضاً: لأنه يكفي أن أساعد بشراً يتألم ويدعو لي، ثم قلت: ولكن ليس هذا كل شيء؛ فأنا أردت ذلك أيضاً لأنها تكسب صاحبها احترام البشر، ويكون له مكانة اجتماعية وعلمية جيدة!
كما أني أردت أيضاً أن تزداد ثقافتي، وأقرأ كثيراً، وأتعلم أشياء كثيرة، ولغات مثلما نقرأ عن الناجحين، ولكني قرأت أن من أراد نجاحاً أو علواً في الدنيا، فليس له نصيب من الآخرة، وأن هذا كله رياء، ومن زينة الدنيا؛ فالسعي لكسب احترام الناس رياء، فأصبحت أذهب لأحضر دروسي دون شغف، وبخوف شديد، وكأن طموحي قد مات تماماً!
أصبح المعلم يسأل الطلاب في الدروس وأنا أعرف الإجابة وأتعمد عدم الإجابة حتى لا يقول لي كلمة تقدير أمام الناس، انخفضت علاماتي بشدة، وقررت ترك الدراسة؛ رغم تعلقي الشديد بها، وعدم رغبتي في تركها، ولم أعد أخرج من المنزل، ودخلت في حالة اكتئاب، جن جنون والداي لهذا، وعندما أخبرتهم بما يدور في رأسي، قالوا لي: إذن تريدين أن تكوني ذليلة في الدنيا، أي شخص يتحكم فيك، أبهذا أمرك الدين؟ من سيتزوج فتاةً لم تكمل حتى المرحلة الثانوية؟ منذ متى والنجاح حرام؟ وأنا أبكي وهما يبكيان ويتحسران على ما أنفقاه على تعليمي! لا أدري ما حكمي؟ وهل ما ذكرته حقاً مذموم في الدين؟
أرجو أن تفيدوني، فبسبب ما يحدث أصبح لديّ فتورٌ في العبادات أيضاً!
أرجو تفصيلاً بعض الشيء.