الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق وأفكار كثيرة شاذة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أدرس وأعمل في شركة موانئ، وأصبحت تأتيني أفكار أني أقفز من مكان مرتفع بالشركة، ولكن كنت أقاوم هذه الأفكار، وأفكار كثيرة شاذة.

بعد ذلك أصبح عندي قلق شديد، فكنت دائماً أبرر أنه ليس قلقاً، وإنما مشاكل جسدية مثل القولون، وكنت أراجع دكاترة الباطنية.

إلى يوم قلت لماذا لا تراجع طبيباً نفسياً؟ فذهبت وقال لي: عندك قلق بحكم أني لا أحب الدواء، قلت له: أريد علاجاً معرفياً سلوكياً، والحمد والشكر لله، ذهب قلقي من الفكر الشاذ.

لكن ما زلت أشعر بقلق، وأعطاني الطبيب deanxit، هل هذا الدواء له أضرار؟

أنا حالياً أدرس، وتبقى لي سنة بالجامعة، وأريد الزواج، وأنا قلق بشأن الزواج، وهذا القلق لأني قرأت أن القلق يؤثر على الانتصاب، وأنا مع القلق أصبحت الرغبة لدي ضعيفة.

ما رأيكم هل أتزوج أم لا؟ وهل هذا القلق ينتهي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم واضح أن الفكرة التي أتتك بأن تقفز من مرتفع بالشركة التي تعمل بها، وكذلك الأفكار الأخرى الشاذة التي لم تذكرها لنا، وكنا قد أوصيناك سابقًا بأن تراجع الطبيب النفسي، وقمت بهذا.

هذه الأفكار التي تخلصت منها -ولله الحمد- إنما هي أفكار وسواسية قهرية، ليست تحت سيطرتك، تأتيك دون رغبة منك، وهي عادةً مزعجة، وغير معقولة، وغير منطقية، ولكن -الحمد لله- أنك تخلصت منها من خلال العلاج المعرفي السلوكي.

أخي الفاضل: بعض الاضطرابات النفسية قد نحتاج معها للعلاج الدوائي، وقد عُدت للطبيب مُجددًا بسبب القلق ووصف لك دواء (ديانكسيت).

هذا الدواء هو من الأدوية القديمة المضادة للاكتئاب، وهناك أدوية ألطف منه من مضادات الاكتئاب، وخاصة التي تعمل من خلال النواقل العصبية كالسيروتونين.

أنصحك بأخذ دواء (باروكستين) عشرة مليجرام، وبعد أسبوع إلى أسبوعين - إذا لم تشعر بالتحسُّن الذي ترغب به - يمكن أن تزيد الجرعة إلى عشرين مليجرام.

أطمئنك أن القلق لا يُؤثّر على الحياة الجنسية، وخاصة عندما تحاول أن تُطمئن نفسك وتُبعد عنك الأفكار المزعجة، فهذا يُبشّر بأن يكون لك زواج ناجح، بعون الله عز وجل.

نعم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تُؤثّر على الانتصاب، ولكن هذا تأثير ضعيف، ومحدود المدة الزمنية، وعندما تخرج من القلق وتوقف الدواء فستكون في حالة جيدة، ممَّا يُشجع على الدراسة وعلى الزواج.

أدعو الله تعالى أن يكتب لك تمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً