الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالزواج لكن حالتي المادية غير مستقرة، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي، وهناك فتاة أحببتها، ولكن لم أعدها بشيء، وقد أخبرتها إن حصل نصيب سأكون أنا -بإذن الله- من تكونين حلاله، ولكن أخاف أن أكون قد أذنبت، وأريد أن أبتعد إن كان ذنبًا، ولكني أريدها بالحلال، لكن حالتي المادية ضعيفة، وأحتاج إلى فترة كبيرة قد تستغرق من سنتين إلى خمس سنوات؛ لكي أجهز نفسي، فماذا أفعل؟ ولا أريد أن أكون قد كسرت قلبها إن كانت تعلقت بي، وأنا لم أكلمها إلا من بعيد بالاتصال والشات فقط، فهل هذا حرام، أم ماذا أفعل؟

أرجو الرد السريع، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُقدّر لك أن تكون هذه الفتاة من نصيبك إذا كان في ذلك خيرًا لك ولها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا على تطبيق أحكام هذا الشرع، في تأسيس بيوتنا وفي سائر أمور حياتنا.

لا يخفى عليك أن الشاب إذا أُعجب بفتاة فلا مانع من أن يُشعرها بذلك، على أن يكون ذلك عن طريق وسيط، كالوالدة، أو الأخت، أو الخالة، أو العمّة، أمَا وقد حدث ذلك، فأرجو أن يتوقّف الأمر عند هذا الحد، وعليك إن أردتها فعلًا أن تأتي البيوت من أبوابها.

فنحن لا ننصح بالتواصل مع الفتاة، بل ينبغي إذا أراد الإنسان أن يخطب فتاة أن يأتي بيتها من الباب، ويقابل أهلها الأحباب، ثم بعد ذلك تبدأ هذه العلاقة، فإذا حصل القبول والميل والانشراح والتوافق بين العائلتين؛ عندها لا مانع من أن نؤجّل الزواج باتفاقٍ بين الطرفين، لأننا بدأنا هذه الخطوة الأولى المهمَّة.

والآن أيضًا نقترح عليك أن تأتي الوالدة والأخت، وتحاول أن تستكشف وتعرف هل هذه الأسرة يمكن أن تنتظر؟ هل هذه الفتاة مرتبطة؟ هل أسرتك ستُوافق على هذا الرباط؟ لأن هذا من المصلحة، وعند ذلك يمكن إذا حصل الوفاق والاتفاق، يمكن أن تتفقوا جميعًا على تأجيل الزواج حتى يحصل الأمر الفلاني، وحتى ترتّب وتجهز حالك، إلى آخر الأمور التي هي هموم بالنسبة لمن يريد أن يتزوج.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، ونكرر لك الشكر، ونتمنَّى تصحيح هذا الوضع بأن تُرتّب هذا الأمر مع أهلك، حتى يطرقوا باب الفتاة، وعند ذلك سيتخذ الكبار القرارات الصحيحة النافعة لك ولها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً