الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كل ما أعانيه من أمراض سببه قسوة الأهل أم سبب آخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي لموقعكم الكريم ولكل القائمين عليه

أنا مريض بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهو عبارة عن نوبات اكتئاب ذهاني، ونوبات هوس، هذا غير الوسواس القهري الشديد الذي أعاني منه.

مشكلتي هي: أنني أشعر بأن شكلي قبيح، وأنني قصير القامة، وأن الناس ترى هذا القبح في شكلي ومنظري، لدرجة أنني ألبس كابا منذ 15 سنة، بسبب إصابتي بالصلع المبكر، وكأني مصاب بالجرب في رأسي، وبسبب كل هذه الأشياء أكره تصوير نفسي الصور الفوتوغرافية، أو تصوير نفسي بالموبايل، أو حتى النظر في المرآة، مع أني كنت جميل الخلقة وأنا في عمر المراهقة ولكن تحول هذا الجمال إلى القبح بسبب المرض النفسي والاكتئاب والحزن الذي أصابني.

منذ عشرين سنة الآن الناس تقول أن شكلي مقبول مع أني أرى غير ذلك، أشعر بأني أقل من كل الناس، وعندما أتحدث مع أحد وجها لوجه أشعر أني أقل منه، ولا أستطيع حتى النظر في عينيه، وخاصة إذا كان هذا الشخص الذي أمامي امرأة، ما سبب هذا الإحساس الشنيع الذي أشعر به؟ وهل الوسواس القهري هو السبب، أم بسبب التربية الخاطئة التي تلقيتها في صغري؟

قد عانيت كثيرا في طفولتي من أهلي وقسوتهم، وسوء المعاملة، وزرعوا بداخلي الخوف والإحساس بالدونية، وانعدام الثقة في النفس، ولا أستبعد أن تكون كل هذه الأشياء هي السبب فيما أعانيه، أم أن هناك سببا آخر في كل ما أعانيه.

شكرا جزيلا لحضراتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإحساس بالدونية، واحتقار الذات وبأن الشكل قبيح، وعدم رضا الشخص عن نفسه وعن منظره: قد يكون عرضًا من أعراض نوبة اكتئاب، وقد يكون سمة من سمات الشخصية نتيجة التربية – كما ذكرتَ -.

إذا كانت عرضًا من أعراض الاكتئاب فهذه الأشياء تظهر أثناء النوبة الاكتئابية فقط، وعندما تختفي أعراض النوبة الاكتئابية تختفي معها هذه الأعراض، وهنا علاجها يكون بعلاج الاكتئاب العادي، وطالما أنت تُعاني من اضطراب ثنائي القطبية فالعلاج الأساسي هنا بالاستمرار في مثبتات المزاج – أخي الكريم – حتى تختفي هذه الأعراض الاكتئابية.

أمَّا إذا كانت مستمرة معك ولا تظهر مع نوبة الاكتئاب وهي معك دائما فهنا تكون جزءا من الشخصية، أو نمطا أو سمة من سمات الشخصية، وقد تلعب التربية القاسية في الطفولة دورًا فيها، وهنا يكون العلاج علاجا نفسيا – أخي الكريم –، فتحتاج إلى جلسات طويلة حتى تستطيع أن تتغلب عليها من خلال العلاج النفسي الداعم للذات، والمقوّي للذات، وهنا الأدوية لا تفيد، فقط العلاج النفسي – كما ذكرتُ لك – طويل المدى.

أمَّا إذا كانت مع الاكتئاب فعلاجها علاج الاكتئاب العادي وعلاج اضطراب ثنائي القطبية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً