الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظر المرأة إلى الرجال وحكم تصوير حفلات الأعراس

السؤال

أخ لنا في الله أقام حفل زفاف في قاعة أفراح وكان هناك قاعة للرجال وقاعة للنساء ولكن عندما جاء العريس وقف هو وزوجته كانت ترتدي النقاب في الشارع قبل الصعود للقاعة وخلفهما مجموعة من النساء يضربن الدف وسط الرجال وعندما صعدا للقاعة ودخلت العروس للنساء بدأ عرض حفل الزواج بحيث تكون موجودة شاشة عرض عند النساء وأصبح النساء يرين ويسمعن كل ما يدور بين الرجال وينظرن أليهم من خلال الشاشات وطبعا كان يتم تقريب كاميرا التصوير من العريس بحيث يظهر كل الوجه والجسم بشكل ملفت للنظر وكذلك كل المدعوين كما أن هناك من يحمل كاميرة تصوير فوتوغرافي لتصوير العريس والمدعوين، فأنا أعتقد أن كل هذه مخالفات ولكن زوجتي وأهلها سعداء من هذا الوضع فهل أنا على خطأ؟ أم لا؟ كما أن زوجتي طلبت أن تنظر إلى شكل العريس عندما تم تصويره في التليفون المحمول فهل هذا يجوز؟ أنا متعب نفسيا لأن أهل زوجتي من الناس المحترمين ومن حفظة القرآن الكريم وأئمة مساجد فكنت أتمنى أن لا تحدث منهم مثل هذه المخالفات لأنهم قدوة لنا وللآخرين، فهل أنا مخطئ أرجو نصيحة لي ولزوجتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31}. قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: فقوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن. أي: عما حرّم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن. ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوة أصلاً. ثم قال – رحمه الله -: وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملّت ورجعت.

والخلاصة أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة بالاتفاق، بل يحرم عليها ذلك. أما النظر إليهم بغير شهوة فمختلف فيه، والراجح جوازه فيما دعت الحاجة إليه, ومنعه إذا لم تكن هناك حاجة.

وبذلك يتبين أن ما فعلته زوجتك من نظر إلى صورة العريس غير جائز لأنه لا حاجة تدعو إلى ذلك وهذه النظرة مظنة الفتنة خصوصا وأن العريس يكون ليلة عرسه في كامل زينته, وينبغي على الرجل منع زوجته من النظر إلى مثل هذه الصور، ويستوي في ذلك النظر مباشرة أو من خلا ل الفيديو والصور الفوتوغرافية ونحو ذلك، وأما بالنسبة لتصوير حفلات الأعراس فله حالتان:
الأولى: أن يشتمل على تصوير النساء فهذا محرم، سواء كان المصور رجلاً أو امرأة، لما في الأول من اطلاع هذا الرجل على عورات النساء وزينتهن، ولما في الثاني من مظنة اطلاع الرجال على هذه الصور أثناء تحميضها وإعدادها أو بعد ذلك.
الثانية: أن يقتصر على تصوير الرجال، فهذا مما اختلف العلماء في تحريمه، لعموم الأدلة القاضية بالمنع من تصوير ذوات الأرواح، والسلامة تركه بلا شك.. وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17712, 4026.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني