الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعطى ثواب التبكير إذا أدرك الإمام وهو يصعد على المنبر

السؤال

نزلت من المنزل للحاق بالصلاة قبل أن يصعد المنبر فتعطلت بسبب شخص مريض كان يسأل عن والدي الدكتور ثم هرعت للحاق بالصلاة فدخلت المسجد فوجدت الإمام يصعد سلالم المنبر فهل أدركت ثواب الجمعة أم لا ومتى يضيع هذا الثواب ؟
وجزاكم الله خيرا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، وقبل الجواب على ما سألت عنه نريد أن ننبهك إلى أن الجري إلى الصلاة ليس من السنة، وإنما الصواب أن يأتيها المرء مشيا.

ففي الحديث الشريف: إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا.. الحديث رواه مسلم.

واعلم أنك قد أدركت ثواب الجمعة بحمد الله باتفاق العلماء، فإن من أدرك ركعة من الجمعة فقد أدرك الجمعة لعموم حديث أبي هريرة في الصحيحين: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة.

وروى النسائي عنه أيضا: من أدرك ركعة من الجمعة فليصل إليها أخرى.

وذهب أبو حنيفة إلى أن من أدرك الإمام قبل أن يسلم فقد أدرك الجمعة، ومذهب الجمهور هو الصحيح، وعلى كل فقد أدركت الجمعة وحصل لك ثوابها إن شاء الله، ولكن الذي فاتك هو ثواب التبكير لها والذي دلت عليه نصوص السنة وبيناها في الفتوى رقم: 26573، ولكنك مأجور بنيتك إن شاء الله، ونرجو أن تكون قد حصلت شيئا منه بإدراكك الإمام قبل أن يصعد المنبر بل أثناء صعوده فإن الملائكة لا تطوي الصحف إلا إذا صعد الإمام المنبر,

واعلم أن السعي للجمعة له وقت مستحب ووقت واجب، فالمستحب من أول النهار للأحاديث الثابتة في فضل التبكير ولكن لا يجب السعي إلا بسماع نداء الجمعة، لقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ {الجمعة: 9}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني