الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الأولاد من زيارة أعمامهم خشية الضرر على معتقدهم

السؤال

شيوخنا الأفاضل. سؤالي يتعلق بتربية أولادي وعلاقتهم بأعمامهم. فأنا لدي أخوان كلاهما يصغرني بعام وعامين. وهما بالغان في العقد الرابع من العمر إلا أنهما للأسف مفرطان جداً في أمور دينهما. فالأصغر منا يقاطع جميع أفراد العائلة فجأة ولأيام طويلة حتى إنه يمتنع من الرد على هاتفه الجوال إن حاولت أنا أخوه الكبير الاتصال به. ويتحجج بعدها حينما يعود لطبيعته بحجج أصبحت مملة من كثرة ما لجأ لها. فهو فجأة يتقوقع في مدينة أخرى تبعد عن البيت الذي تعيش فيه أمه و يعيش بالأسابيع و ربما الشهور بلا اتصال. أما الأخ الآخر فقد اتخذ مسلكاً علمانياً ويجاهر بكراهيته لعلماء أهل السنة والجماعة وينشر آراءه الهدامة للفكر الإسلامي بما أوتي من قوة وأنا لا أود لأبنائي التأثر بمثل هذه النفسيات غير المنضبطه بضوابط الإسلام. الآن لا أعلم كيف تكون حدود زياراتي لهما وعلاقتي بهما لا سيما وأطفالي صغار في السن الذي يتعلق الطفل فيه بأي شخص إن أهداه لعبة أو حلوى أو أي شيء كهذا. شيخي هل أقتصر في علاقتي بهما على نفسي من باب صلة الرحم وأمنع أبنائي منهما لمصلحة أراها راجحة؟ أم بماذا تفتيني؟ وبارك الله فيكم ورزقنا وإياكم الجنة؟... أحبكم في الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تخشى على أولادك فسادا فلا حرج عليك في منعهم من زيارة عميهما، وليكن هذا المنع بالقدر الذي تزول به المفسدة، وتكتفي بزيارتك لهما، وانظر الفتوى رقم 153391. وينبغي أن تستغل هذه الزيارة في مناصحتهما بالحكمة والموعظة الحسنة والحرص على هدايتهما وخاصة الأخ الذي ذكرت أن له أفكارا هدامة، فهذا من أعظم أبواب الصلة عسى الله أن يهديهما، فإن اهتديا فالحمد لله، وإلا فيمكنك أن تهجر من ترجو أن ينفعه الهجر منهما، وراجع الفتوى رقم 25074 ففيها بيان ضوابط هجر العاصي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني