الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجه أمر الله لخلق أي شيء يوجده في أقل من طرفة عين

السؤال

هل يمكن علميا أن يكون الله قد خلق الكون في 6 أيام فقط!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا مصدر للعقيدة ولا للعلم أقوى من نصوص الوحي، وإن كان الممكن علميا هو ما يحكم العلم بإمكانه، فإن العلم لا يحيل إمكانية حصول خلق الله ما شاء من خلقه في أي زمن وأي مدة شاءها الله تعالى، لأن ذلك متعلق بقدرة الله الذي لا يعجزه شيء وهو القائل -ومن أصدق منه تعالى حديثا-: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا {الكهف:45}، وقال تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا {الفتح:21}. فالله تعالى قادر على أن يخلق كل المخلوقات في أقل من لحظة، ونحن نعلم الآن كم يحصل في الدقيقة الواحدة في أطراف هذا العالم الصغير المشاهد في الأرض من وفيات ومواليد، وكم يحصل مما لا نطلع عليه من تلقيح للحيوانات والنباتات، فكل ما توجهت إليه إرادة الله تعالى يقع كما أراد الله تعالى في الوقت الذي شاء، وقد قال سبحانه وتعالى: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {البقرة: 117}. وقال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { يــس:82}، وقال: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. (النحل:40)

وقد أخبرنا أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [قّ:38]. وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ [هود:7].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني