الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك غير الفرائض حياء أو تجنبا للعين والحسد

السؤال

هل إذا تركت عملا غير الفريضة، تجنبا للعين والحسد. ُيعد ذلك رياء؟ فلقد أصابني الحسد من قبل، وكنت على وشك الهلاك.
أو خجلا، وذلك لأن الناس في هذا الزمن غير متمسكين بدينهم، فيرونني كالغريبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم لا ينبغي له ترك الخيرات لكي يجتنب العين والحسد، ولا أن يتركها لحيائه من الناس، فكل ذلك من وساوس الشيطان ليصده عن الخير، بل عليه أن يجتهد في العمل وفي سلامته من الرياء، وأن لا يكون خوفه من الرياء سببا في ترك العمل.

قال العز بن عبد السلام: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها، أخطر له الرياء ليفسدها عليه. انتهى.

وترك عمل من النوافل تجنبا للعين والحسد لا يعد من الرياء، ولكنَّ فيه ضعفا وعجزا لا ينبغي أن يتصف بهما المؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُؤمن الْقوي خير وَأحب إِلَى الله من الْمُؤمن الضَّعِيف، وَفِي كل خير، احرص على مَا ينفعك، واستعن بِاللَّه وَلَا تعجز. رواه مسلم.

والمَخْرجُ من ذلك بالتوكل على الله، والالتجاء إليه، والاستعاذة به من شر الحاسد، فهو سبحانه حسْبُ من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه.

وأما ترك العمل خجلا وحياء من الناس، فقد عده ابن القيم من العجز أيضا، حيث قال رحمه الله في مدارج السالكين: وَإِذَا انْحَرَفَتْ عَنْ خُلُقِ الْحَيَاءِ انْحَرَفَتْ: إِمَّا إِلَى قِحَةٍ وَجُرْأَةٍ، وَإِمَّا إِلَى عَجْزٍ وَخَوَرٍ وَمَهَانَةٍ، بِحَيْثُ يُطْمِعُ فِي نَفْسِهِ عَدُوَّهُ، وَيَفُوتُهُ كَثِيرٌ مِنْ مَصَالِحِهِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ الْحَامِلَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ الْحَيَاءُ، وَإِنَّمَا هُوَ الْمَهَانَةُ وَالْعَجْزُ، وَمَوْتُ النَّفْسِ. انتهى.

وللفائدة يمكنك مراجعة هذه الفتوى: 176919.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني