الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالطة الناس والصبر على أذاهم خير للمرء

السؤال

يا شيخ تعلم رحمك الله أن حالة الأمة هو أسوأ حال مرت به، وذلك منها عدم إنكار المنكر والأمر بالمعروف والسؤال المهم هو كالتالي .. الآن لما تكون في المسجد وتنظر يمينا وشمالا ترى هذا مسبلا.. وهذا حليقا .. وهذا لا يركع كما هو مأمور به .. وهذا يسجد سجودا منهيا عنه .. وهذا وهذا .. ولما تخرج من المسجد ترى هذا يرفع صوته ومنهم من يسخر بعضهم ببعض .. وهذا يشرب سجائر ولما تمشي وتصل إلى الشارع . وهذا معه سيارة مرسيدس بوش لا يملكها وهذا عنده شبح...الأمة في مستنقع الذل وهذا تجلس معه امرأة وهذه المرأة تدرب النساء على السياقة وتمشي بالسيارة ترى الصور وترى رفع الأصوات بالأغاني .. طيب بعد هذه اللمحة أنا ماذا أفعل؟ هل أذهب لكهف من الكهوف وأعتزل الناس أم أجلس أضيع يومي كله بالإنكار والأمر بالمعروف طيب أنا أنكر على من بالمسجد إذ غالبية المسجد فيهم بدع أريد كلمة تكشف الحق على معاملة هذه المنكرات الكثيرة لا سيما لما تكون بالسيارة فهل تنزل لكل محل ولكل ضال تنصحه أم يكفي باليوم الواحد واحد وشكرا وآسف على الإطالة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية، أوجبه الله على هذه الأمة، لما فيه من قوام الحياة وتحقق للمصالح وتعطيل للمفاسد، وإن المسلم مطالب بالقيام بهذا الواجب حسب استطاعته، ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. فأدنى درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وضابطه بغض المنكر ومفارقة مكانه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1048.

إذا ثبت ما ذكرنا، فنقول لك –أخي السائل- قم بهذا الواجب ما استطعت إلى ذلك سبيلا، برفق ولين وموعظة حسنة، فلعل الله تعالى أن يجعلك سببا لهداية أحدهم، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإلا، فقد أعذرت، ثم اعلم أنه لا يزال في هذه الأمة خير، فخالط الناس واصبر على أذاهم، ولازم من يعينك في أمور دينك وفي الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، روى الترمذي في السنن عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى رقم: 4160، 3716، 11421.

وننبهك إلى أن وصفك للقيام بإنكار المنكر بأنه ضياع للوقت خطأ تجب عليك التوبة منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني