الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من تعمد كتابة إجابة خاطئة لينقل منها من يغش في الامتحان

السؤال

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، في أثناء الامتحانات يحدث الكثير من الغش، والحل الجماعي على مرأى ومسمع من المراقبين والمسؤولين، زملائي الطلاب يعلمون بتقدم مستواي الدراسي، ولكن يعلمون أيضًا برفضي لمشاركتهم الغش، وقد أكدت عليهم مرارًا وتكرارًا، لكنهم يحاولون الغش من ورقة امتحاني، ولأن وقت الامتحان ضيق، فلا يسعني متابعة ورقتي، ومن يسترق النظر إليها.
ذات مرة أبلغني زميل في نفس اللجنة أن الشخص الذي يجلس أمامي والشخص الذي يجلس خلفي يسترقان النظر إلى ورقتي، فتعمدت أن أختار الإجابات الخاطئة في ورقة الامتحان التي يغشان منها، وحفظت الإجابات الصحيحة في ورقة بعيدة عن أعينهما، لكي أنقل منها الإجابات الصحيحة في آخر وقت الامتحان، مما تسبب لهما بالرسوب، والآن أشعر بالذنب على هذا الفعل، وأريد معرفة حكم ما فعلت، وإن كنت مخطئاً فما الذي يجب عليَّ فعله حتى أتجنب الوقوع في الخطأ مستقبلًا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصبت حين لم تشارك زملاءك الطلاب في أمر الغش في الامتحانات، جزاك الله خيرًا؛ فالغش محرم يأثم صاحبه، كما سبق بيانه في الفتوى: 430324.

وغاية ما كان يمكن أن تفعله حتى لا يسترق البعض النظر في ورقة إجاباتك فيكون الغش، هو أن تجتهد في إخفائها عنهم، وأما ما قمت به من وضع ورقة فيها إجابات خاطئة، فإنه لا يجوز -فيما يظهر لنا- لأن هذا من معالجة المنكر بمنكر.

روى أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.

قال الصنعاني في سبل السلام: دليل على أنه لا يجازي بالإساءة من أساء... انتهى.

وما يمكن أن تفعله في المستقبل هو ما ذكرنا لك آنفاً من العمل على ما يحول بين زملائك وبين الغش، وكذلك بذل النصح لهم برفق ولين وتذكيرهم بالله، وحثهم على الاجتهاد، ليجدوا من الله التوفيق والخير والبركة في حياتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني