الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقليد توقيع الغير ونسبته إليه غش وخداع وتزوير

السؤال

ما حكم تقليد توقيع الدكتور في الجامعة، علما بأن الحضور يترتب عليه درجات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتزوير توقيع الدكتور بمحاكاته، ونسبته إليه؛ كذب محرم، وخداع باطل. ولا سيما إن ترتب على ذلك ظلم للغير، أو التحايل عل حق للتملص منه، أو نحو ذلك من الأغراض المحرمة. كتزوير الغائب بما يقتضي حضوره مثلا.

قال تعالى: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}.

وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. أخرجه البخاري ومسلم.

وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. أخرجه مسلم.

وفي صحيح ابن حبان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.

جاء في شرح المحلي على منهاج الطالبين: (يعزر في كل معصية لا حد لها، ولا كفارة) كمباشرة الأجنبية فيما دون الفرج، وسرقة ما دون النصاب، والسب بما ليس بقذف، والتزوير. اهـ.

قال قليوبي في حاشيته: قوله: (والتزوير) هو ‌محاكاة ‌خط الغير. اهـ.

وجاء في «الموسوعة الفقهية الكويتية»: التزوير اصطلاحا: كل قول أو عمل يراد به تزيين الباطل حتى يظن أنه حق، سواء أكان ذلك في القول كشهادة الزور، أم الفعل كمحاكاة الخطوط، أو النقود بقصد إثبات الباطل. اهـ.

وفيها أيضا: يقع ‌التزوير كذلك بمحاكاة خط القاضي، أو ‌تزوير توقيعه ... وهذه الأنواع من ‌التزوير هي من ‌التزوير المحرم، وهي داخلة في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني