الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الصدق في ترويج المنتجات ووصفها بما لا يخالف الحقيقة

السؤال

أعمل كمسوق إلكتروني لبعض المواد، منها مستحضرات التجميل، والأدوية، وفي الغالب ألجأ إلى رأي العامة في المواقع الإلكترونية حول منتوج معين لأرى، وأتأكد من فعاليته، فأجد أن معظم من استعملوا المنتج يشكرونه، ونسبة قليلة يقولون بأن النتائج لم تظهر عليهم، ففي هذه الحالة، هل يجوز استعمال أسلوب التأكيد في ذكر مزايا المنتج، فبدلا من قول: المرهم يساعد في القضاء على حب الشباب، نقول: المرهم يقضي على حب الشباب؟ وهل يجوز لي أن أقول في الإعلان التسويقي للمنتج بأن نتائجه مضمونة، لكون معظم من جربوه أثنوا عليه؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بد من الصدق في ترويج المنتجات، والإعلان عنها، ووصفها، ففي الصحيحين عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البيعان بالخيار، ما لم يتفرقا، أو قال: حتى يتفرقا، فإن صدقا، وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، محقت بركة بيعهما.

فليس لك ذكر خلاف الحقيقة كقولك: إن المنتج يقضي على حب الشباب، وأن نتائجه مضمونة، ونحو ذلك مما يفهم منه حتمية تلك النتيجة، واطرادها مع كل المستخدمين، لكن يمكنك القول بأنه يقضي على حب الشباب في قول كثير ممن استخدموه، أو أنه نافع لعلاج حب الشباب، ونحو ذلك، مما لا يخالف الحقيقة، وعلى ذلك يقاس غير هذا المنتج عند الترويج له، والصدق، والبيان سبب للبركة، والخير، والثواب عند الله، والغش، والخداع سبب لمحق البركة، والخسران، والإثم.

وقد روى الترمذي في سننه -وحسنه- عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني