الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

باعت لزوجها تحت إلحاحه عليها أرضا بأقل من سعرها

السؤال

ما الحكم إذا قام زوجي بشراء أرضي بسعر أقل من سعرها في السوق بنية بيعها مرة أخرى، وبنفس الفترة لشخص آخر بسعر عال؛ ليستفيد هو من الربح؟
واكتشفت ذلك بالصدفة، ولعلمه بحاجتي لبيع الأرض، ورغبتي بذلك قام منذ عدة أشهر بالإلحاح علي بشرائها، وبالسعر الذي هو يريد وهو سعر أقل من سعرها بالسوق، وكنت أرفض، فكان يقول لي: ( ماذا سوف تفعلين بهذه الفلوس، بيعيها لي، أنا زوجك، وانا أحق من غيري بالربح)،
يعني -ضمنياً- يريد أن يكون له الربح فقط، ولكن بسبب المشاكل المتزايدة في البلاد عرضتها على مكتب لبيعها، واستغل فرصة هذه الظروف، وركود السوق، واشتراها مني بسعر أقل من سعرها بالسوق، وهو يخفي عني وجود مشتر آخر سوف يأخذها بسعر عالٍ.
فما حكم تصرفه؟ علماً أنه قد فعل ذلك معي بعقار آخر مسبقاً، وعلمت بهذا الأمر حديثاً.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما كان لزوجك أن يتصرف مثل هذا التصرف، وهو يعلم أن النصيحة من الدين، بل قد جعل نبينا -صلى الله عليه وسلم- الدين كله نصيحة، كما في صحيح مسلم من حديث تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الدين النصيحة.

فكان يجمل به، وقد علم حاجتك لبيع الأرض أن يرشدك إلى بيعها بسعر أعلى مما في السوق، ومع هذا، فالبيع الذي تمّ بينكما صحيح، ما دمت لا تجهلين الأسعار، ولم يحصل منه تغرير لك؛ كما هو ظاهر، ووافقت على البيع دون إكراه .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني