الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من زوجها المتكاسل عن الصلاة

السؤال

متزوجة منذ عشر سنوات، وزوجي على خلق، ويحسن معاملتي، ولي منه ثلاثة أطفال، ولكنه مهمل للصلاة، متكاسل، ولا يقوم لصلاة الفجر، بل يقضيها عندما يستيقظ، ونحن نعيش في تركيا حيث تقام صلاة الجمعة باللغة التركية، وبحجة أنه لا يفهم على الإمام، فهو لا يذهب لصلاة الجمعة أبدا، علما أنه كان يصلي الجمعة عندما كنا في بلدنا، والآن مهمل، ولا يقرأ القرآن أيضا، وأنا أنصحه دائما، وأذكره بفضل الصلاة، وتلاوة القرآن، ونحن في زمان الفتن، وأنا أخشى على زوجي، ودائما ما أنصحه، وأدعو له، وأنا أخشى من غضب الله، وأن يُكتب من المنافقين. أرجو منك النصح، وماذا يجب عليَّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك ولزوجك الهداية، ثم اعلمي أن ترك الصلاة إثم عظيم، وذنب كبير، وأنه أكبر من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس -عياذا بالله-، وانظري الفتوى: 130853.

وترك صلاة الجمعة كذلك من كبائر الذنوب، فعلى زوجك أن يتوب إلى الله فورا، إن كان مقيمًا على ترك الصلوات، أو بعضها. وعليه أن يذهب لصلاة الجمعة، حتى وإن كان لا يفهم ما يقال.

وعليك أن تعظيه، وتذكريه بالله -تعالى-، وتنصحيه بالتوبة، والاستقامة على الشرع، فإن استجاب، فالحمد لله، وإلا فينبغي أن تضغطي بكل ممكن، حتى لو استلزم الأمر أن تمنعيه نفسك لحق الله -تعالى-، فقد أجاز بعض أهل العلم ذلك، ووسطي من يكلمه، وينصحه من قريب، أو صاحب ثقة ذي دين، واستعيني عليه كذلك بالدعاء، واللجأ إلى الله، والتضرع له أن يهديه.

وأما نومه عن الصلاة، وفعله إياها بعد استيقاظه، فينبغي له أن يأخذ بالأسباب للاستيقاظ قبل أن ينام، فإن غلبه النوم، فليصل إذا استيقظ، ولا إثم عليه، ولتنظر الفتوى: 141107

وأما قراءة القرآن؛ فهي من المستحبات، ولا ينبغي أن يُخِلَّ بها المسلم، فانصحيه بفعلها بلين ورفق، وانصحيه بمصاحبة الصالحين، وسماع المحاضرات، والخطب، والمواعظ الدينية النافعة. هداه الله، وأصلح شأنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني