الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنبت في الأعمال الدنيوية

السؤال

(المنبت) هذه الكلمة جاءت في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناها المشتدد في السير
أنا إنسان أحب العمل بشكل كبير وأبذل فيه قصارى جهدي وأتفانى فيه طلبا للإتقان السؤال: وأنا على هذه الحالة هل أعتبر منبتا. أفيدونا وجزاكم الله عنا خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المبالغة في العمل الديني أو الدنيوي إلى حد يفضي إلى الملل، ومن ثم إلى الانقطاع والترك شيئ، والإتقان والإحسان فيه شيء آخر، فالمعنى الأول هو الذي جاء الحديث المشار إليه بالنهي عنه والتحذير منه. قال الحافظ ابن حجر: المنبت أي الذي عطب مركوبه من شدة السير مأخوذ من البت وهو القطع، أي صار مقطعا لم يصل إلى مقصوده، وفقد مركوبه الذي كان يوصله لو رفق به. اهـ

والحديث وإن كان واردا في الحث على الرفق في العبادة إلا أنه يصلح أن يستشهد به على الرفق كذلك في الأعمال الدنيوية، فإنه إذا كان القصد والاعتدال مطلوبا في عمل الآخرة، فإن عمل الدنيا أولى وأحرى بالاعتدال والقصد.

جاء في المنتقى شرح الموطأ: قوله: إن الله سبحانه رفيق يحب الرفق يريد- والله أعلم- فيما يحاوله الإنسان من أمر دينه ودنياه، فإن الرفق عون على المراد. اهـ

وأما الاتقان في العمل فمطلوب شرعا. وفي الحديث: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. رواه الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني في الجامع الصغير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني