الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أريد أن أشتغل في حقل لأقص أوراق العنب، وفي بعض الأحيان نقص العنب كذلك ولا أدري هل هذا العنب للعصير أم للخمور، فما حكم عملي، وأنا في أسبانيا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل في قص العنب أو أوراق العنب حلال لا شيء فيه من حيث الأصل، أما عن احتمال عصر العنب خمراً فإن لذلك ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن تعلم أو يغلب على ظنك أن من تقص له العنب سيستخدمه في عصر الخمر فلا يجوز لك حينئذ أن تقصه له، لأن في ذلك إعانة على الحرام، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

والحالة الثانية: أن تعلم أو يغلب على ظنك أن من تقص له العنب سيستخدمه في الحلال فلا حرج عليك في ذلك.

والحالة الثالثة: ألا تعلم ولا يغلب على ظنك لا هذا ولا ذلك، فالأصل في ذلك هو الحل ولا ينتقل عنه إلا بيقين أو غلبة ظن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني