الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود مسؤولية الزوجة تجاه أم زوجها

السؤال

السؤال قديم حديث في نفس الوقت، وهو نطاق مسؤولية الزوجة تجاه والدة الزوج، حيث إن العلاقة بينهما أصبحت في حالة حرجة جدا، الوالدة تقول إن واجبات زوجتك تجاهي هي طاعة أوامري من غير نقاش مع العلم بأنه قد تم في بعض الأحيان توجيه بعض الإهانات للزوجة من غير وجه حق من قبل الوالدة، وأنا على علم اليقين بأن زوجتي لم تخطئ بحقها من زاوية الشرع.أنا واقف على حافة سحيقة من عدم قدرتي على الوصول إلى تفاهم بينهما، فهذه أمي علي وجوب الطاعة لها، وهذه زوجتي لها الحق علي بالمحافظة على كرامتها، وصل الأمر بأن أمي لم تعد تزورني في البيت لا هي ولا أحد من أهلي مع دوام- والحمد لله -زيارتي لهم بشكل مستمر من غير انقطاع مهما حدث بينهم، من زاوية أخرى هناك ضغط كبير علي من والدتي للضغط على زوجتي لطاعة الأوامر لحقها علي بالطاعة، لا أعلم ماذا أفعل أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من حق أمك أن توجه بعض الإهانات إلى زوجتك، وطاعة الزوجة لأم الزوج لا تجب، وإنما تستحب ويندب إليها لا سيما إذا أمر بها الزوج، وتراجع الفتوى رقم: 35683. هذا عن نطاق مسؤولية الزوجة تجاه أم الزوج، وبشأن ما يعانيه السائل من عدم القدرة على التوصل إلى تفاهم بين أمه وزوجته نقول:

عليك أن تبذل كل ما في وسعك لإرضاء أمك، وجبر خاطرها وعدم إغضابها، وتحاول إقناع زوجتك بطاعتها فيما تستطيع، وتراجع الفتوى رقم: 27019.

ثم داوم على صلتك بأمك وزيارتها، وقابل القطع منها ومن بقية أهلك بالصلة، وقابل الإساءة بالإحسان، فإنك إن فعلت ذلك كان معك من الله عليهم نصير وظهير.

فقد روى مسلم أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني