الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكلف وحده هو المؤاخذ بعمله

السؤال

أنا أريد من حضرتكم تفسيرا لما يدور في ذهني من أفكار، وربما تبدو غريبة، ولكن لا أجد جوابا لها، وهذه الفكرة هي أنه على حسب ما أعرف، الشاب مسؤول عن تصرفاته مع الآخرين أو بالأحرى مع الفتيات وإن كان هذا قصدي أي أنه في حال قام الشاب بمعاكسة فتاة أو الإساءة لها أو حتى إرتكاب الزنى معها -اللهم اعف عنا وارحمنا- مما يعني أن هذه الإساءة سوف تحصل لأخته أو خالته أو ابنته ... الخ . أي كما تدين تدان ولنفرض أنها أخته فما ذنبها بما فعل أخوها من إساءة، يقول الله سبحانه وتعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ؟
صدق الله العظيم أشكر جهودكم وجزاكم الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل أن يكون العقاب أو الجزاء لمن قام بالعمل أو ارتكب المحرم ، فهذا هو العدل الذي قامت به السماوات والأرض ، وتواترت عليه نصوص الوحي كما في قول الله تبارك وتعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: 164 } وقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر: 38 } وقوله تعالى : كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور: 21 } ولذلك فالمكلف هو وحده المؤاخذ بعمله ولا علاقة له بجريرة غيره، وهذا هو الذي يوافق العقل السليم وتثبته شرائع الأنبياء السابقين، وتقره الشريعة الخاتمة كما في قول الله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى {النجم: 36 ـ 41 } ولم نطلع على نص من نصوص الوحي يفيد أن من ارتكب جريمة يعاقب بارتكاب غيره من أقاربه لها، أو ارتكابها في حق ذلك الغير مهما كان قربه منه ، وراجع الفتوى رقم : 62381 .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني