الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تفرطي في حق زوجك حتى يكون لك الفضل عليه

السؤال

زوجي أتعبني يغضب لأبسط الأمور أحاول قدر المستطاع أن لا أقع في خطأ فإذا سهوت عن شيء غضب، علما بأن لي معه عشرين سنة زواج في الأول كنت أتودد إليه كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما تعبت تركت الأمر، مثال: إذا طلبني للفراش أرفض أحيانا بسبب تعب أو ألم ورفضي يكون دائما بأدب واحترام وبتودد فإذا رأيت أنه لم يقبل عذري قلت لا بأس، وطبعا جوابه يكون: شكراً لا أريد، ثم بعدها لا يحدثني ولا يقيم لي وزنا إذا جئت أسأله عن شيء يجيبني بجفاف ويبقى على هذا الحال إلى أن ينال حقه فإذا أصبح يكون بشوشا يحدثني ويحدث أبناءه فإذا ما حدث في البيت شيء يغضبه مني أو من أبنائه يعود إلى حاله الأول، علما بأن ما يغضبه هو أشياء كثيرة لا عد لها ولا حصر وكل يوم يوجد الجديد مما لا يريده ويغضبه، كيف أفعل بالله عليكم أجيبوني علما بأن لي أربعة أطفال الأكبر في الجامعة وأنا والحمد لله ولا أزكي نفسي على قدر من الأخلاق والأدب ما أحدثت له مشكلة مع أهله أبداً ولا مع أهلي ولا مع الجيران ولا مع صويحباتي ولا في عملي سمعتي طيبة عند الناس، وأرجو أن أكون كذلك عند ربي همي هو بيتي وزوجي وأبنائي وعملي وأملي أن أدخل بهم الجنة، ولكنه لم يساعدني في هذا أراه يلتقط لي الأسباب فماذا أفعل، أجيبوني بالله عليكم؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن طلب رضا الزوج من الطاعات، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون. وما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه، وعشاؤه، حتى يفرغ. وغير ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك أمر الإسلام الرجل بحسن عشرة زوجته والإحسان إليها، والرفق بها، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.

ومما سبق يُعلم أن لكل من الزوجين حقا على الآخر، فإذا فرط زوجك في حقك فلا تفرطي في حقه، حتى يكون لك الفضل عليه، قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {المؤمنون:96}، وقال في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {الرعد:22}، واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن صبرك على أذاه لا يعلم ثوابه إلا الله، لقوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، ولذلك فإننا نوصيك بالصبر والاحتساب، والإكثار من دعاء الله تعالى لزوجك بالهداية إلى أحسن الأخلاق، ونوصيك بنصحه وتذكيره بالله تعالى، وبأن الصبر من سمات أهل الإيمان، وأن الغضب في هذا النوع من الأمور لا يأتي بخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني