الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيراً على جهودكم، فهناك ثلاثة إخوة الأخ الأكبر أيسرهم حالاً، وهو يحب أن يعطي أخويه من ماله، لأنه يشعر أنه واجب عليه وأن ذلك يقربهم من بعض، ولكن الإخوان غالباً ما يرفضان أخذ المال ربما حياء أو لظنهما أن ذلك يشق على أخيهما الأكبر، ورفضهما هذا يؤذي الأخ الأكبر ويضايقه بشدة، لأن إعطاءهما من ماله لا يشق عليه بل يسعده كثيراً، لأنه كما ذكرت يشعر أن ذلك يقربهم من بعضهم البعض، فهل من نصيحة توجهونها إلى الإخوين الأصغرين؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنصيحة التي نوجهها إلى الإخوين الكريمين هي أن يقبلا من أخيهما هديته وصلته، فإن من حق المسلم على المسلم قبول هديته وإدخال السرور عليه بقبولها، كما أن في قبولها إعانة على الخير، فالهدية تهذب الحقد وتجلب المحبة، وفي الحديث: تهادوا تحابوا. رواه الترمذي.

جاء في كشاف القناع: والهدية تذهب الحقد وتجلب المحبة ولا ترد: أي يكره ردّ الهدية وإن قلت مع انتفاء مانع القبول... ويجوز ردها لأمور مثل أن يريد أخذها بعقد معاوضة، أو يكون المعطي لا يقنع بالثواب المعتاد، أو تكون الهدية بعد السؤال واستشراف النفس لها... انتهى.

وعليه، فإذا خلت الهدية مما تقدم فلا وجه لردها، لا سيما وأن ذلك يتسبب في أذية المهدي وكسر خاطره، ومن حق الأخ على أخيه جبر خاطره وقبول هديته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني