الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: بينما نحن عند رسول الله إذ مرت سحابة

السؤال

بارك الله بكم على جهودكم المشكورة، وجزاكم الله على ذلك خير الجزاء.
سؤالي في الحديث الشريف: عن أبي هريرة قال: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة، فقال: أتدرون ما هذه؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: العنان وروايا الأرض، يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه، أتدرون ما هذه فوقكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم! قال: الرقيع، موج مكفوف وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال: مسيرة خمسمائة عام، قال: أتدرون ما التي فوقها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: سماء أخرى، أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع سموات، ثم قال: أتدرون ما فوق ذلك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال العرش، قال: أتدرون كم بينكم وبين السماء السابعة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: أتدرون ما هذا تحتكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: أرض، أتدرون ما تحتها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم: قال أرض أخرى، أتدرون كم بينها وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم: قال: مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع أرضين، ثم قال: وأيم الله لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى السابعة لهبط، ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
هل هو حديث صحيح؟ وإن كان كذلك فقد اشتبه عليَّ به أمر! المسير في لغة العرب يعني السير راجلاً، ولو قدر لأحد أن يسير خمسمائة عام، فلن يقطع مسافة أكثر من 40000000 كم، ولو كان على صهوة جواد سريع فلن يبلغ 400000000 كم. فهل الأرقام التي في الحديث دقيقة أم أنها لبيان مدى عظمة الكون ودقة صنع الخالق -عزَّ وجلَّ-؟ لأن المعروف عند علماء الفلك أن هذه الأرقام صغيرة جداً، فهم لم يعودوا يستخدمون غير السنين الضوئية لحسبة المسافات لمدى عظم الكون المترامي الأطراف.
أيضاً: قد علمنا أن السماوات بعضها فوق بعض. فهل الأرضين مثل ذلك، أي أنها طبقات بعضها أسفل بعض؟ نحن الآن نعلم أن الأرض عبارة عن كرة صغيرة إن جاز التعبير، ولا مجال لمقارنتها بالسماء الفسيحة، لأنها لا تتعدى مقدار ذرة في حجم عظم السماوات. فأين باقي الأرضين السبع إن كانت الأرض التي نحيا عليها هي الأرض الأولى؟ هل هي كواكب أخرى في المجرة، أم هي أسفل من الأرض التي نحيا عليها؟ ومعلوم أن حرارة الأرض في ازدياد شديد كلما اقتربت المسافة من مركزها، وفي الأخبار أن جهنم تحت الأرض السابعة، لكني لست متأكداً من هذا الخبر، فهل هذا صحيح؟
عذراً؛ لأني سألت العديد من الأسئلة في موضع واحد، لكنها كلها تدور حول محور واحد هو هذا الحديث الشريف.
وفقكم الله لكل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث رواه أحمد، وقد ضعف الهيثمي والأرناؤوط والألباني سنده. قال الهيثمي: فيه الحكم بن عبد الملك متروك. وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح.

واعلم أن الأرضين سبع كما يفيده قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ {الطلاق: من الآية12}، وفي حديث الحاكم الذي صححه ووافقه الذهبي: اللهم رب السموات السبع وما أظللن، والأرضين السبع وما أقللن..

وأما تحديد المسافات المذكورة وهل هي بسير الخيل أم بسير غيرها وتحديد أماكن الأراضي الأخرى، فليس عندنا ما يجزم به في هذا الأمر.

وأما وجود النار تحت الأرض السابعة، فقد قال به جمع من أهل العلم، وتشهد له بعض الآثار. وراجع في ذلك الفتاوى التالية: 20448، 55437، 35459، 60710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني