484 - حدثنا أنا حميد حدثني محمد بن يوسف ، حدثني الأوزاعي ، قال : عمرو بن شعيب ، هوازن يوم [ ص: 315 ] حنين ، انصرف فلما هبط من ثنية الأراك ضوى إليه المسلمون يسألونه غنائمهم ، حتى عدلوا ناقته عن الطريق إلى سمرات فمرشن ظهره ، وأخذن رداءه . فقال : ناولوني ردائي . فوالذي نفسي بيده لا تجدوني بخيلا ، ولا جبانا ، ولا كذابا ، لو كان لكم مثل سمرات تهامة نعما لقسمته بينكم . فنزل ونزل الناس حوله ، فأقبلت هوازن ، فقالت : يا رسول الله ، أنتم الولد ، ونحن الوالد ، أتيناك نتشفع بك إلى المؤمنين ، ونتشفع بالمؤمنين إليك ، ما أصبتم من ذرارينا ونسائنا ، فردوه إلينا ، وما أصبتم من أموالنا ، فلله ولرسوله طيبة به أنفسنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان العشي ، فقوموا ، فقولوا مثل مقالتكم هذه " ، فلما كان العشي ، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقامت هوازن ، فقالوا : يا رسول الله ، أنتم الولد ، ونحن الوالد ، أتيناك نتشفع بك إلى المؤمنين ونتشفع بالمؤمنين إليك ، ما أصبتم من ذرارينا ونسائنا ، فردوه إلينا ، وما أصبتم من أموالنا ، فهو لله ولرسوله طيبة به أنفسنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما كان (لله ولر) سوله ، فهو لكم " وقال المهاجرون : وما كان لنا ، فهو لله ولرسوله وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله . وقال الأقرع بن حابس : ما كان لي ولبني تميم ، فلا أهبه . وقال عيينة بن بدر : وما كان لي ولغطفان ، فلا أهبه .
وقال العباس بن مرداس : ما كان لي ولبني سليم ، فلا أهبه . وقالت [ ص: 316 ] بنو سليم : ما كان للعباس ، فليصنع به ما شاء ، وما كان لنا ، فهو لله ولرسوله .
وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبرة بين أصبعيه ، فقال : إنه لا يحل لي من غنائمكم مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود فيكم . فأدوا الخيط والمخيط ، فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة ، وإن قوي المؤمنين يرد على ضعيفهم ، وأقصاهم على أدناهم ، ويعقد عليهم أدناهم . لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -