الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          وكان يوسف عليه السلام يركب في كل شهر ركبة في ثمانمائة ألف ، ومعه ألف لواء وألفا سيف ، فيدور في عمله فينصف المظلوم من الظالم .

          وكانت زليخا تلبس جبة صوف وتشد وسطها بحبل من ليف وتقف على قارعة الطريق فتناديه فلا يسمع ، فنادته يوما : أيها العزيز سبحان من جعل العبيد بالطاعة ملوكا وجعل الملوك بالمعصية عبيدا ! فسمعها فبكى وقال لفتاه : انطلق بهذه العجوز إلى الدار واقض لها كل حاجة ، فقال لها الغلام : ما حاجتك يا عجوز ؟ فقالت : حاجتي محرمة أن يقضيها غير يوسف ، فلما جاء يوسف قال : من أنت يا عجوز ؟ فقالت : أنا زليخا ، قال : ما فعل حسنك وجمالك ؟ قالت ذهب به الذي أذهب ذلك ومسكنتك ، فقال : يا زليخا عندي قضاء ثلاث حوائج فسلي ، فوحق شيبة إبراهيم لأقضينها ، فقالت : حاجتي الأولى أن تدعو الله لي أن يرد علي بصري وشبابي ، فدعا لها ، فرد الله عليها بصرها وشبابها .

          ثم قالت : ادع الله أن يرد علي حسني كما كان ، فدعا لها ، فرد عليها حسنها وزيد فيه فصارت كأنها بنت ثماني عشرة سنة ، وكان لها من العمر مائة وعشرون سنة ، فقالت : وحاجتي الثانية أن تسأل الله تعالى أن يغفر لي ما كان مني ، وحاجتي الثالثة أن تتزوج بي ، فتزوج بها فأصابها بكرا ، وأولدها اثني عشر ولدا ، ذكر هذا أبو الحسين بن المنادي وغيره عن وهب .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية