المرتبة الثالثة : حياة الحيوان المتغذي بقدر زائد على نموه واغتذائه ، وهي إحساسه وحركته ، ولهذا يألم بورود الكيفيات المؤلمة عليه ، وبتفرق الاتصال ، ونحو ذلك ، وهذه الحياة فوق حياة النبات ، وهذه الحياة تقوى وتضعف في الحيوان الواحد بحسب أحواله ، فحياته بعد الولادة : أكمل منها وهو جنين في بطن أمه ، وحياته وهو صحيح معافى أكمل منها وهو سقيم عليل .
فنفس هذه الحياة تتفاوت تفاوتا عظيما في محالها ، فحياة الحية أكمل من حياة البعوضة ، ومن قال غير هذا فقد كابر الحس والعقل .