الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                واختلف في ماهية الكبائر والصغائر ، قال بعضهم : " ما فيه حد في كتاب الله عز وجل فهو كبيرة ، وما لا حد فيه فهو صغيرة " ، وهذا ليس بسديد ، فإن شرب الخمر وأكل الربا كبيرتان ولا حد فيهما في كتاب الله تعالى وقال بعضهم : " ما يوجب الحد فهو كبيرة ، وما لا يوجبه فهو صغيرة ، " وهذا يبطل أيضا بأكل الربا فإنه كبيرة ولا يوجب الحد ، وكذا يبطل أيضا بأشياء أخر ، هي كبائر ولا توجب الحد ، نحو عقوق الوالدين والفرار من الزحف ونحوها وقال بعضهم : كلما جاء مقرونا بوعيد فهو كبيرة ، نحو قتل النفس المحرمة ، وقذف المحصنات ، والزنا ، والربا ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف ، وهو مروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، وقيل له : إن عبد الله ابن سيدنا عمر رضي الله عنهما قال الكبائر سبع ، فقال هي إلى سبعين أقرب ، ولكن لا كبيرة مع توبة ، ولا صغيرة مع إصرار وروي عن الحسن عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال { ما تقولون في الزنا والسرقة وشرب الخمر ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : عليه الصلاة والسلام هن فواحش وفيهن عقوبة ، ثم قال : عليه الصلاة والسلام ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ، فقالوا : بلى يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان عليه الصلاة والسلام متكئا فجلس ثم قال : ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور } .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية