[ ص: 558 ] في ولاء العبد يعتقه الرجل بأمره أو بغير أمره قلت : أرأيت إن في قول أعتقت عن رجل عبدا بأمره أو بغير أمره لمن الولاء ؟ مالك
قال : قال : الولاء للمعتق عنه . مالك
قلت : وسواء فهو سواء ، وولاء هذا المعتق للذي أعتق عنه في قول إن كان المعتق عنه حيا أو ميتا . قال : نعم . مالك
ألا ترى { ; أخبرنا بذلك سعد بن عبادة عن مالك عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن أمه أرادت أن توصي ثم أخرت ذلك إلى أن تصح فهلكت وقد كانت همت بأن تعتق قال عبد الرحمن : فقلت : إن أمي هلكت أينفعها أن أعتق عنها ؟ قال للقاسم بن محمد القاسم : إن سعد بن قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمي هلكت وليس لها مال أينفعها أن أعتق عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم فاعتق عنها عبادة } . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك
قال : قال ابن وهب : { أنه جرير بن حازم سمع الحسن يذكر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : اعتق عنها وتصدق فإنه سينالها } وأن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أعتقت عن عبد الرحمن بن أبي بكر رقابا كثيرة بعد موته . وأخبرني ابن وهب ، عن عقبة بن نافع أنه قال : من أعتق رقبة عن أحد فالولاء لمن كانت العتاقة عنه ، وإن من الدليل على أن ولاءه للذي أعتق عنه وميراثه له أن السوائب الذين يعتقون سائبة لله أن ولاءهم للمسلمين ، فميراثهم لهم ، وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقوا السوائب ولم يرثوهم وكان ولاؤهم وميراثهم للمسلمين ، قال ذلك يحيى بن سعيد عن أبيه : أن ابن أبي الزناد كتب إلى بعض عماله أن يجعل [ ص: 559 ] ميراثهم في بيت مال المسلمين وأن عمر بن عبد العزيز سالما أعتقته امرأة من الأنصار سائبة فقتل ولم تأخذ ورثتها ميراثه وذكر ذلك عن سفيان بن عيينة أبي طوالة الأنصاري ، وأن قال : ميراث السائبة لبيت المال ويعقل عنه المسلمون وقال عمر بن الخطاب أبو الزناد وربيعة : ميراثه لبيت المال ، وقال وابن شهاب قبيصة بن ذؤيب : كان لا ترثه ، وأن الرجل إن أعتق سائبة أعتق سائبة فلم ترثه ، وقال هؤلاء : يعقل عنهم المسلمون . عبد الله بن عمر ، عن ابن وهب ، عن ابن أبي الزناد عبد الرحمن بن الحارث أنه قال : أعتق عبد الله بن عياش رجلا يقال له : العلمس سائبة ، وكان عبد الله بن عياش لا يقر بولائه لأنه سائبة وإنما معنى السائبة كأنه أعتق عن المسلمين إذ كانوا يرثونه ويعقلون عنه ولو بان ولاؤه للذي أعتقه لورثه ولكان العقل على عاقلته ألا ترى أن عمر بن عبد العزيز وابن شهاب يجعلون عقله على بيت المال لأن الميراث لهم وربيعة