ابن السليم
العلامة الرباني قاضي الأندلس أبو بكر محمد بن إسحاق بن [ ص: 244 ] إبراهيم بن السليم الأموي مولاهم المالكي .
سمع محمد بن أيمن ، وأحمد بن خالد بن الجباب ، وعدة . وحج فسمع من ابن الأعرابي ، وأبي جعفر بن النحاس النحوي .
وكان من العلماء العاملين ، ذا زهد وتأله ، وباع طويل في الفقه واختلاف العلماء ، رأسا في الآداب والبلاغة والنحو ، روضة معارف . تخرج به أئمة .
وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة وقد أسن .
حكى يونس بن عبد الله بن مغيث أن رجلا مشرقيا يعرف بالشيباني سكن الأندلس ، فركب ابن السليم لحاجة ، فألجأه مطر غزير إلى أن دخل دهليز الشيباني ، فرحب به ، وعزم عليه فنزل ، ففاوضه ، وقال : أيها القاضي ، عندي جارية لم يسمع أطيب من صوتها ، فإن أذنت أسمعتك آيات من كتاب الله ، وأبياتا ، قال : افعل . فقرأت وغنت حتى كاد عقل القاضي يذهب سرورا ، وأخرج عشرين دينارا للجارية هبة وقام .