الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5991 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الأزد أزد الله في الأرض ، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم ، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل : يا ليت أبي كان أزديا ، ويا ليت أمي كانت أزدية ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


5991 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الأزد ) أي : أزد شنوءة . وفي ( القاموس ) : أزد بن الغوث وهو بالسين أفصح ، أبو حي من اليمن ومن أولاده الأنصار كلهم . ( أزد الله ) أي : جنده وأنصار دينه ( في الأرض ) : قد كرمهم الله بذلك فهم يضافون إليه ( يريد الناس أن يضعوهم ) أي : يخفروهم ويذلوهم ( ويأبى الله إلا أن يرفعهم ) أي : ينصرهم ويعزهم ويعليهم على أعداء دينهم . قال القاضي : يريد بالأزد أزد شنوءة ، وهو حي من اليمن أولاد أزد بن الغوث بن ليث بن مالك بن كهلان بن سبأ ، وأضافهم إلى الله - تعالى - من حيث أنهم حزبه ، وأهل نصرة رسوله . قال الطيبي ، قوله : أزد الله يحتمل وجوها . أحدها : اشتهارهم بهذا الاسم لأنهم ثابتون في الحرب لا يفرون ، على ما مر في الحديث السابق ، وعليه كلام القاضي . وثانيها : أن تكون الإضافة للاختصاص والتشريف ، كبيت الله وناقة الله ، على ما يدل عليه قوله : يريد الناس أن يضعوهم إلخ . وثالثها : أن يراد بها الشجاعة والكلام على التشبيه أي : الأسد أسد الله ، فجاء به إما مشاكلة أو قلب السين زايا اه . وتبعه صاحب ( الأزهار ) من شراح ( المصابيح ) ، لكن إنما يتم هذا لو كان الأسد بالفتح والسكون لغة في الأسد بفتحتين ، كما لا يخفى ، وهو ليس كذلك على ما يفهم من ( القاموس ) . ( وليأتين على الناس زمان يقول الرجل ) ، أي : في ذلك الزمان ( يا ليت أبي كان أزديا . ويا ليت أمي كانت أزدية ) رواه الترمذي . وقال : هذا حديث غريب ) . قال ميرك : وقد روي موقوفا : على أنس ، وهو عندنا أصح اه . ولا يخفى أنه ولو كان موقوفا ، فهو في الحكم يكون مرفوعا ، لأن مثله لا يقال من قبل الرأي ، والله أعلم .




الخدمات العلمية