الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6149 - وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأخذه والحسن ، فيقول : " اللهم أحبهما فإني أحبها " .

وفي رواية : قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ، ثم يضمهما ، ثم يقول : " اللهم ارحمهما فإني أرحمهما " . رواه البخاري .

التالي السابق


6149 - ( وعن أسامة بن زيد ) أي ابن حارثة القضاعي ، وأمه أم أيمن واسمها بركة وهي حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مولاة لأبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأسامة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن مولاه وحبه وابن حبه ، قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عشرين ، وقيل غير ذلك ، ونزل وادي القرى ، وتوفي به بعد قتل عثمان ، وقيل : سنة أربع وخمسين . قال ابن عبد البر . وهو عندي أصح ، روى عنه جماعة ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذه ) ، أي : يأخذ أسامة ( والحسن فيقول : " اللهم أحبهما فإني أحبهما " ) . فيه إشعار بأن محبته لله ولذا رتب محبة الله على محبته ، وفي ذلك أعظم منقبة لهما ولفظ الذخائر اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال . رواه البخاري .

( وفي رواية قال ) ، أي : أسامة ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذني فيقعدني ) : بضم الياء وكسر العين أي يجلسني ( على فخذه ) أي اليمنى أو اليسرى ( ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ، ثم يضمهما ) كذا في المصابيح وجامع الأصول ، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة ، ذكرهالطيبي . والظاهر أن يضمنا على تغليب المتكلم كما أن في يضمهما تغليب الغالب ، ففي تسميته التفاتا نوع مسامحة ( ثم يقول : " اللهم ارحمهما " ) ، أي : رحمة شاملة كاملة تغنهما عن رحمة من سواك ( فإني أرحمهما ) . أي رحمة خاصة وإلا فرحمته عامة للمؤمنين بل شاملة للعالمين . ( رواه البخاري ) .

[ ص: 3973 ]



الخدمات العلمية