الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2410 - وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال : ( الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني ، والذي من علي فأفضل ، والذي أعطاني فأجزل ، الحمد لله على كل حال ، اللهم رب كل شيء ومليكه ، وإله كل شيء ، أعوذ بك من النار ) . رواه أبو داود .

التالي السابق


2410 - ( وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه ) أي : من الليل كما في نسخة ( قال : الحمد لله الذي كفاني ) أي : عن الخلق أغناني ( وآواني ) بالمد أي : جعل لي مسكنا يدفع عني حري وبردي وسترني عن أعدائي ( وأطعمني وسقاني ) أي : أشبعني وأرواني ( والذي من ) أي : أنعم ( علي فأفضل ) بالفاء ، وفي رواية بالواو أي : زاد أو أكثر أو أحسن ( والذي أعطاني فأجزل ) أي : فأعظم ، أو أعظم من النعمة ، قال الطيبي : الفاء فيه لترتيبها في التفاوت من بعض الوجوه كقولك خذ الأفضل فالأكمل واعمل الأحسن فالأجمل ، فالإعطاء حسن وكونه جزيلا أحسن وهكذا المعنون ، وقدم المن لأنه غير مسبوق بعمل العبد بخلاف [ ص: 1673 ] الإعطاء فإنه قد يكون مسبوقا به ( الحمد لله على كل حال ) أي : وأعوذ بالله من حال أهل النار ، وفيه إشارة إلى أن سائر الحالات من المحن والبليات مما يجب الشكر عليها لأنها إما رافعة للسيئات وإما رافعة للدرجات ، بخلاف أحوال أهل النار فإنهم في حال المعصية في الدنيا وفي حال العقوبة في العقبى ، فليس هناك شكر بل صبر على حكمه وأمره ورضا بقضاء الله وقدره ، وهو محمود بذاته على كل حال وبصفاته في كل فعال ( اللهم رب كل شيء ) أي : مربيه ومصلحه ( ومليكه ) أي : ملكه ومالكه ( وإله كل شيء ) أي : معبوده ومقصوده ومطلوبه ومحبوبه بلسان حاله أو بيان قاله ، طوعا أو كرها ( أعوذ بك من النار ) أي : مما يقرب إليها من علم أو عمل أو حال يوجب العذاب ويقتضي الحجاب ( رواه أبو داود ) وكذا النسائي وابن حبان والحاكم في المستدرك إلا أنه من حديث أنس .




الخدمات العلمية