الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4252 - وعن وحشي بن حرب ، عن أبيه ، عن جده ، أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا رسول الله ! إنا نأكل ولا نشبع . قال : " فلعلكم تفترقون ؟ " قالوا : نعم . قال : " فاجتمعوا على طعامكم ، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " . رواه أبو داود .

التالي السابق


4252 - ( وعن وحشي بن حرب ، عن أبيه ، عن جده ) : حقه أن يقول عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده على ما ذكره المؤلف في فصل التابعين ، وقال : وروى عنه صدقة بن خالد وغيره ، ويعد في الشاميين . وقال في فضل الصحابة : وحشي بن حرب الحبشي من سودان مكة ، مولى جبير بن مطعم ، وهو الذي قتل حمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وكان وحشي يومئذ كافرا ، فأسلم بعد الطائف وشهد اليمامة ، وزعم أنه قتل مسيلمة الكذاب فقال : قتلت خير الناس وشر الناس ، تجزيني هذه عن هذه ، روى عنه ابناه إسحاق وحرب

[ ص: 2739 ] وغيرهما اهـ . ولم يذكر ولده حرب هذا في فضل الصحابة ، فهو من التابعين أيضا كولده وحشي . ( أن أصحاب رسول الله قالوا : يا رسول الله ! إنا نأكل ) : أي كثيرا ( ولا نشبع ) : أي ونحن نريد القناعة ، والقوة على الطاعة ( قال : فلعلكم تفترقون ) : أي حال الأكل بأن كل واحد من أهل البيت يأكل وحده ، وفي رواية : " فلعلكم تأكلون متفرقين " . ( قالوا : نعم . قال : فاجتمعوا على طعامكم ، واذكروا اسم الله ) : أي جميعكم في ابتداء أكلكم ( يبارك لكم فيه ) : فقد روى أبو يعلى في مسنده وابن حبان والبيهقي والضياء عن جابر مرفوعا : " أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي " . وروى الطبراني عن ابن عمر موقوفا : " طعام الاثنين يكفي الأربعة ، وطعام الأربعة يكفي الثمانية " ، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا ، وأما قوله تعالى : ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فمحمول على الرخصة أو دفعا للحرج على الشخص إذا كان وحده . ( رواه أبو داود ) : وكذا ابن ماجه والنسائي .




الخدمات العلمية