الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4344 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ، وإياك ومجالسة الأغنياء ، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه " . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان . قال محمد بن إسماعيل : صالح بن حسان منكر الحديث .

التالي السابق


4344 - ( وعن عائشة قالت : قال لي ) : أي خاطبني بالخصوص ( رسول الله " - صلى الله عليه وسلم - يا عائشة إن أردت اللحوق بي ) : أي الوصال على وجه الكمال في منصة الجمال ( فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ) : أي مثله وهو فاعل يكف أي اقتنعي بشيء يسير من الدنيا ، فإنك عابر سبيل إلى منزل العقبى ( وإياك ومجالسة الأغنياء ) : أي فضلا أن تكون من أرباب الدنيا ; لأن مجالستهم تجر إلى محبة الشهوات واللهوات ; ولذا قيل : " لا تنظروا إلى أرباب الدنيا ; فإن بريق أموال الأغنياء ، يذهب برونق حلاوة الفقراء " ، وقد قال تعالى : ولا تمدن عينيك الآية ، وفي الحديث : " اتقوا مجالسة الموتى " قيل : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : " الأغنياء " ، وذكر الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا : " اتركوا الدنيا لأهلها ; فإنه من أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر " ، ( ولا تستخلقي ثوبا ) : بالخاء المعجمة والقاف أي لا تعديه خلقا من استخلق الذي هو نقيض استجد ، وعليه أكثر الشراح .

وقال الأشرف : وروي بالفاء من استخلف له إذا طلب له خلفا ، أي عوضا ، واستعماله في الأصل بمن ، لكن اتسع فيه بحذفها كما اتسع في قوله تعالى : واختار موسى قومه ، ( حتى ترقعيه ) : بتشديد القاف أي تخيطي عليه رقعة ، ثم تلبسيه مرة ، وفيه تحريض لها على القناعة باليسير ، والاكتفاء بالثوب الحقير ، والتشبيه بالمسكين والفقير . في شرح السنة ، قال أنس : رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يومئذ أمير المؤمنين ، وقد رقع ثوبه برقاع ثلاث لبد بعضها فوق بعض ، وقيل : خطب عمر - رضي الله عنه - وهو خليفة ، وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة اهـ . ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان ) : بتشديد السين ينصرف ولا ينصرف . قال محمد بن إسماعيل ) : أي البخاري ( صالح بن حسان منكر الحديث ) : وروى ابن عساكر ، عن أبي أيوب : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يركب الحمار ، ويخصف النعل ، ويرقع القميص ، ويلبس الصوف ، ويقول : " من رغب عن سنتي ، فليس مني " .




الخدمات العلمية