الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

4674 - عن عطاء ، أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : أستأذن على أمي ؟ فقال : " نعم " فقال الرجل : إني معها في البيت . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " استأذن عليها " فقال الرجل : إني خادمها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( استأذن عليها ، أتحب أن تراها عريانة ؟ " قال : لا . قال : " فاستأذن عليها " . رواه مالك مرسلا .

التالي السابق


الفصل الثالث

4674 - ( عن عطاء بن يسار ) : من أجلاء التابعين ( أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : أستأذن ) أي : أطلب الإذن عند إرادتي الدخول ( على أمي ) : وفي معناها بقية المحارم نسبا ورضاعا ومصاهرة إلا الزوجة ( فقال : نعم ) أي : لأنه ربما ينكشف عن عضو لا يجوز للولد أن ينظر إليه ( فقال الرجل : إني معها في البيت ) أي : في بيتها أو في بيتي ، والمعنى : أنا في بيت واحد ; لأنها في بيت وحدها ليكون دخولي عليها نادرا ، أفأستأذن حينئذ كما هو المتعارف في زماننا ؟ ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : استأذن عليها ) أي : ولو كنتما في بيت واحد لاحتمال تكشفها في الغيبة ( فقال الرجل : إني ) : وفي نسخة : أنا ( خادمها ) أي : فيكثر ترددي إليها ، فهل يكون الإذن كل مرة ساقطا لدفع الحرج على مقتضى القواعد الشرعية ؟ ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : استأذن عليه ) أي : ولو بنحو تنحنح وضرب رجل ورفع صوت ( أتحب أن تراها عريانة ؟ ) أي : كلها أو بعضها ( قال : لا . قال : فاستأذن عليها ) ، أي : دائما ، وبهذا حصل الفرق بين هذه القضية وترك إيجاب الإحرام لمن كثر تردده إلى الحرم من أهل المواقيت كما هو مقرر في محله . ( رواه مالك مرسلا ) .




الخدمات العلمية