أبو داود
الشيخ الإمام العلامة ، شيخ القراء ، ذو الفنون أبو داود سليمان بن [ ص: 169 ] أبي القاسم نجاح مولى صاحب الأندلس المؤيد بالله هشام بن الحكم ، المرواني الأندلسي ، القرطبي ، نزيل دانية وبلنسية .
ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وصحب أبا عمرو الداني وأكثر عنه ، وتخرج به ، وهو أنبل أصحابه وأثبتهم ، وأخذ أيضا عن ، أبي عمر بن عبد البر وابن دلهاث ، وأبي عبد الله بن سعدون ، وأبي الوليد الباجي ، وأبي شاكر الخطيب ، وعدة .
تلا عليه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن غلام الفرس ، وأبو علي الصدفي ، وأبو العباس بن عاصم الثقفي ، وأحمد بن سحنون المرسي ، وإبراهيم بن أحمد البكري ، وجعفر بن يحيى ، ومحمد بن علي النوالشي ، وعبد الله بن فرج الزهيري ، وأبو الحسن بن هذيل ، وأبو داود سليمان بن يحيى القرطبي ، وخلق .
قال ابن بشكوال : كان من جلة المقرئين وخيارهم ، عالما بالروايات وطرقها ، حسن الضبط ، ثقة دينا ، له التصانيف في معاني القرآن ، وكان مليح الخط ، أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا ، ووصفوه بالفضل والعلم والدين مات في رمضان سنة ست وتسعين وأربعمائة وتزاحموا على نعشه قرأت بخط تلميذ تسمية تواليفه ، منها : " البيان في علوم [ ص: 170 ] القرآن " في ثلاثمائة جزء ، وكتاب " التبيين لهجاء التنزيل " ست مجلدات ، وكتاب " الاعتماد " أرجوزة عارض بها شيخه في أصول القرآن والدين عشرة أجزاء ، وهي ثمانية عشر ألف بيت ونيف ، وكتاب " الصلاة الوسطى " مجلد ، وعدة تواليف جملتها ستة وعشرون مصنفا ، وكان من بحور العلم ، ومن أئمة لأبي داود الأندلس في عصره .
قلت : قرأت بالروايات من طريقه عن أبي عمرو الداني .