هلل : هل السحاب بالمطر وهل المطر هلا وانهل بالمطر انهلالا واستهل : وهو شدة انصبابه . وفي حديث الاستسقاء : فألف الله السحاب وهلتنا . قال ابن الأثير : جاء في رواية لمسلم ، يقال : هل السحاب إذا أمطر بشدة ، والهلال الدفعة منه ، وقيل : هو أول ما يصيبك منه ، والجمع أهلة على القياس ، وأهاليل نادرة . وانهل المطر انهلالا : سال بشدة ، واستهلت السماء في أول المطر ، والاسم الهلال . وقال غيره : هل السحاب إذا قطر قطرا له صوت ، وأهله الله ; ومنه انهلال الدمع وانهلال المطر ; قال أبو نصر : الأهاليل الأمطار ، ولا واحد لها في قول ابن مقبل :
وغيث مريع لم يجدع نباته ولته أهاليل السماكين معشب
وقال ابن بزرج :هلال وهلاله وما أصابنا هلال ولا بلال ولا طلال
من منعج جادت روابيه الهلل
يهل بالفرقد ركبانها كما يهل الراكب المعتمر
أو درة صدفية غواصها بهج متى يرها يهل ويسجد
وألفيت الخصوم وهم لديه مبرسمة أهلوا ينظرونا
غير يعفور أهل به جاب دفيه عن القلب
أرأيت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل
ومثل دمه يطل
، فجعله مستهلا برفعه صوته عند الولادة . وانهلت عينه وتهللت : سالت بالدمع . وتهللت دموعه : سالت : واستهلت العين : دمعت ; قال أوس : قول الساجع عند سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قضى في الجنين إذا سقط ميتا بغرة فقال :لا تستهل من الفراق شئوني
وكذلك انهلت العين ; قال :أو سنبلا كحلت به فانهلت
والهليلة : الأرض التي استهل بها المطر ، وقيل : الهليلة الأرض الممطورة ، وما حواليها غير ممطور . وتهلل السحاب بالبرق : تلألأ . وتهلل وجهه فرحا : أشرق واستهل . وفي حديث فاطمة - عليها السلام - : فلما رآها استبشر وتهلل وجهه ، أي استنار وظهرت عليه أمارات السرور . الأزهري : تهلل الرجل فرحا ; وأنشد :تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولنا أسام ما تليق بغيرنا ومشاهد تهتل حين ترانا
يسيل الربى واهي الكلى عرض الذرى أهلة نضاخ الندى سابغ القطر
[ ص: 84 ]
تلقى نوءهن سرار شهر وخير النوء ما لقي السرارا
: تقول : أهل القمر ولا يقال أهل الهلال ، قال الأزهري : هذا غلط وكلام العرب أهل الهلال . روى أبو عبيد عن أبي عمرو : أهل الهلال واستهل لا غير ، وروي عن : أهل الهلال واستهل ، قال : واستهل أيضا ، وشهر مستهل ; وأنشد : ابن الأعرابي
وشهر مستهل بعد شهر ويوم بعده يوم جديد
تخط لام ألف موصول والزاي والرا أيما تهليل
الليث : يقال للبعير إذا استقوس وحنا ظهره والتزق بطنه هزالا وإحناقا : قد هلل البعير تهليلا ; قال : ذو الرمة
إذا ارفض أطراف السياط وهللت جروم المطايا عذبتهن صيدح
وطارق هم قد قريت هلاله يخب إذا اعتل المطي ويرسم
إليك ابتذلنا كل وهم كأنه هلال بدا في رمضة يتقلب
ترى الوشي لماعا عليها كأنه قشيب هلال لم تقطع شبارقه
في نثلة تهزأ بالنصال كأنها من خلع الهلال
ويطحن الأبطال والقتيرا طحن الهلال البر والشعيرا
ومت مني هللا إنما موتك لو واردت وراديه
لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل
قومي على الإسلام لما يمنعوا ماعونهم ويضيعوا التهليلا
وليس بها ريح ولكن وديقة يظل بها السامي يهل وينقع
أناة تزين البيت إما تلبست وإن قعدت هلا فأحسن بها هلا
فداك من الأقوام كل مبخل يحولق إما ساله العرف سائل
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
ومد قصي وأبناؤه عليك الظلال فما هلهلوا
كما تذري المهلهلة الطحينا
وشعر هلهل : رقيق . ومهلهل : اسم شاعر ، سمي بذلك لرداءة شعره ، وقيل : لأنه أول من أرق الشعر وهو امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل ، وقيل : سمي مهلهلا بقوله لزهير بن جناب :لما توعر في الكراع هجينهم هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا
لما توغل في الكراع هجينهم
قال : والذي في شعره لما توعر كما أوردناه عن غيره ، وقوله لما توعر أي أخذ في مكان وعر . ويقال : هلهل فلان شعره إذا لم ينقحه وأرسله كما حضره ، ولذلك سمي الشاعر مهلهلا . والهلهل : السم القاتل ، وهو معرب ; قال ابن بري الأزهري : ليس كل سم قاتل يسمى هلهلا ، ولكن الهلهل سم من السموم بعينه قاتل ، قال : وليس بعربي وأراه هنديا . وهلهل الصوت : رجعه . وماء هلاهل : صاف كثير . وهلهل عن الشيء : رجع . والهلاهل : الماء الكثير الصافي . والهلهلة : الانتظار والتأني ، وقال في قول الأصمعي حرملة بن حكيم :هلهل بكعب بعد ما وقعت فوق الجبين بساعد فعم
ويل أم خرق أهل المشرفي به على الهباءة لا نكس ولا ورع
[ ص: 86 ]
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
معناه : ألا ما أخو عيش ; قال : وتأتي شرطا ، وتأتي بمعنى قد ، وتأتي توبيخا ، وتأتي أمرا ، وتأتي تنبيها ، قال : فإذا زدت فيها ألفا كانت بمعنى التسكين ، وهو معنى قوله إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ، قال : معنى حي أسرع بذكره ، ومعنى هلا أي اسكن ، عند ذكره حتى تنقضي فضائله ; وأنشد :وأي حصان لا يقال لها هلا
أي اسكني للزوج ; قال : فإن شددت لامها صارت بمعنى اللوم والحض ، اللوم على ما مضى من الزمان ، والحض على ما يأتي من الزمان ، قال : ومن الأمر قوله : فهل أنتم منتهون . وهلا : زجر للخيل ، وهال مثله أي اقربي . وقولهم : هلا استعجال وحث . وفي حديث جابر : هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ; هلا ، بالتشديد : حرف معناه الحث والتحضيض ، يقال : حي هلا الثريد ، ومعناه هلم إلى الثريد ، فتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبنيت حي وهل اسما واحدا ، مثل خمسة عشر ، وسمي به الفعل ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث ، وإذا وقفت عليه قلت حيهلا ، والألف لبيان الحركة كالهاء في قوله كتابيه وحسابيه ; لأن الألف من مخرج الهاء ; وفي الحديث : إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر ، بفتح اللام مثل خمسة عشر ، أي فأقبل به وأسرع ، وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة ، فحي بمعنى أقبل وهلا بمعنى أسرع ، وقيل : معناه عليك بعمر أي أنه من هذه الصفة ، ويجوز فحيهلا ، بالتنوين ، يجعل نكرة ، وأما حيهلا بلا تنوين فإنما يجوز في الوقف ، فأما في الإدراج فهي لغة رديئة ; قال : قد عرفت العرب حيهل ; وأنشد فيه ابن بري ثعلب :وقد غدوت قبل رفع الحيهل أسوق نابين ونابا ملإبل
وهيج الحي من دار فظل لهم يوم كثير تناديه وحيهله
هيهاؤه وحيهله
وقال أبو حنيفة : الحيهل نبت من دق الحمض ، واحدته حيهلة ، سميت بذلك لسرعة نباتها كما يقال في السرعة والحث حيهل ; وأنشد لحميد بن ثور :بميث بثاء نصيفية دميث بها الرمث والحيهل
يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قولي حيهل فإنما سكنه للقافية . وقد يقولون : حي من غير أن يقولوا هل ، من ذلك قولهم في الأذان : حي على الصلاة ! حي على الفلاح ! إنما هو دعاء إلى الصلاة والفلاح ; قال : ابن أحمر
أنشأت أسأله ما بال رفقته حي الحمول فإن الركب قد ذهبا
ألا رب طيف منك بات معانقي إلى أن دعا داعي الصباح فحيعلا
أقول لها ودمع العين جار ألم تحزنك حيعلة المنادي
هيهاؤه وحيهله
فإنما جعله اسما ، ولم يأمر به أحدا . الأزهري : عن ثعلب أنه قال : حيهل أي أقبل إلي ، وربما حذف فقيل هلا إلي ، وجعل أبو الدقيش هل التي للاستفهام اسما فأعربه وأدخل عليه الألف واللام ، وذلك أنه قال له الخليل : هل لك في زبد وتمر ؟ فقال أبو الدقيش : أشد الهل وأوحاه ، فجعله اسما كما ترى وعرفه بالألف واللام ، وزاد في الاحتياط بأن شدده غير مضطر لتتكمل له عدة حروف الأصول ، وهي الثلاثة ، وسمعه فتلاه فقال أبو نواس : للفضل بن الربيعهل لك والهل خير فيمن إذا غبت حضر
إن ليتا وإن لوا عناء
قال الخليل : إذا جاءت الحروف اللينة في كلمة نحو لو وأشباهها ثقلت ; لأن الحرف اللين خوار أجوف لا بد له من حشو يقوى به إذا جعل اسما ، قال : والحروف الصحاح القوية مستغنية بجروسها لا تحتاج إلى حشو فتترك على حالها ، والذي حكاه الجوهري في حكاية أبي الدقيش عن الخليل قال : قلت لأبي الدقيش هل لك في ثريدة كأن ودكها عيون الضياون ؟ فقال : أشد الهل ; قال : قال ابن بري ابن حمزة روى أهل الضبط عن الخليل أنه قال لأبي الدقيش أو غيره هل لك في تمر وزبد ؟ فقال : أشد الهل وأوحاه ، وفي رواية أنه قال له : هل لك في الرطب ؟ قال : أسرع هل وأوحاه ; وأنشد :هل لك والهل خير في ماجد ثبت الغدر
هل لك أن تدخل في جهنم قلت لها لا والجليل الأعظم
ما لي من هل ولا تكلم
[ ص: 87 ] قال ابن سلامة : سألت عن قوله - عز وجل - : سيبويه فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس ; على أي شيء نصب ؟ قال : إذا كان معنى إلا لكن نصب ، وقال الفراء في قراءة أبي ( فهلا ) ، وفي مصحفنا ( فلولا ) ، قال : ومعناها أنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله كأن قوم يونس كانوا منقطعين من قوم غيره ; وقال الفراء أيضا : لولا إذا كانت مع الأسماء فهي شرط ، وإذا كانت مع الأفعال فهي بمعنى هلا ، لوم على ما مضى ، وتحضيض على ما يأتي . وقال في قوله تعالى : الزجاج لولا أخرتني إلى أجل قريب ، معناه هلا . وهل قد تكون بمعنى ما ; قالت ابنة الحمارس :هل هي إلا حظة أو تطليق أو صلف من بين ذاك تعليق
وهل زلتم تأوي العشيرة فيكم وتنبت في أكناف أبلج خضرم
وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول
أهل أنت واصله اضطرار
لأن هل حرف استفهام ، وكذلك الألف ولا يستفهم بحرفي استفهام . : هلا كلمة تحضيض مركبة من هل ولا . ابن سيده وبنو هلال : قبيلة من العرب . وهلال : حي من هوازن . والهلال : الماء القليل في أسفل الركي . والهلال : السنان الذي له شعبتان يصاد به الوحش .